للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومذهب المعتزلة غير منصوص، ولا هو الظاهر في جميع ما يتعلقون به في هذه المسألة من الشُّبَه السمعية، ومتى قدرنا أنه يُقَدَّرعلى أهل السنة تأويل شيء من ذلك بما ذكرناه، فلهم أن يَعْدِلُوا إلى تأويل الآيات بأنها وإن وردت عامة، فإنها في المعنى خاصة بأهل الإيمان، وتخصيص العموم كثيرٌ قريب غير متعسّف، ويجور بالدليل الظني من الحديث إجماعاً، وأجازته الأئمة الأربعة، والجماهير بالقياس الظني في العمليات، والتخصيص لكتاب الله بخبرٍ واحد كلمة إجماع بين المسلمين، فكيف بالأمور العقلية الجلية، والنصوص الصحاح، والأخبار المتواترة " أن كُلاًّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له " (١)، وأن إرادة الله تعالى


(١) أخرجه من حديث عمران بن حصين: الطيالسي (٧٤٢)، وأحمد ٤/ ٤٣١، والبخاري في " صحيحه " (٦٥٩٦) و (٧٥٥١) وفي " خلق أفعال العباد " ص ٥٣، ومسلم (٢٦٤٩) وأبو داود (٤٧٠٩)، وعبد الله بن أحمد في " السنة " (٦٩١)، وابن حبان (٣٣٣)، والآجري في " الشريعة " ص ١٧٤، والطبراني ١٨/ (٢٦٦) و (٢٦٧) و (٢٦٩) و (٢٧٠) و (٢٧٢) و (٢٧٣) و (٢٧٤)، وأبو نعيم في " الحلية " ٦/ ٢٩٤، والبيهقي في " الاعتقاد " ص ٩٤ و٩٥. ولفظه: قيل: يا رسول الله، أَعُلِمَ أهل الجنة من أهل النار؟ قال: " نعم ". قيل: ففيم يعمل العاملون؟ قال: " كُلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له ".
وأخرجه من حديث علي: البخاري (١٣٦٢) و (٤٩٤٥) و (٤٩٤٦) و (٤٩٤٧) و (٤٩٤٨) و (٤٩٤٩) و (٦٢١٧) و (٦٦٠٥) و (٧٥٥٢)، ومسلم (٢٦٤٧) (٧)، وأبو داود (٤٦٩٤)، والترمذي (٢١٣٦) و (٣٣٤٤)، وابن ماجه (٧٨)، والنسائي في " التفسير " من " الكبري " كما في " التحفة " ٧/ ٣٩٩، وأحمد ١/ ٨٢ و١٢٩ و١٣٢ و١٤٠ وعبد الرزاق في " المصنف " (٢٠٠٧٤)، والآجري في " الشريعة " ص ١٧١ - ١٧٢، وابن حبان (٣٤) و (٣٥)، وأبو يعلى (٣٧٥) و (٥٨٢)، والطبري ٣٠/ ٢٢٣ والبغوي في " شرح السنة " (٧٢). ولفظه عند مسلم: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم جالساً وفي يده عودٌ يَنْكُتُ به، فرفع رأسه، فقال: ما منكم من نفسٍ إلاَّ وقد عُلِمَ منزلها من الجنة والنار، قالوا: يا رسول الله فَلِمَ نعمل؟ أفلا نتَّكِلُ؟ قال: " لا، اعملوا، فكلٌّ ميسَّر لما خلق له "، ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ... } إلى قوله: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}. =

<<  <  ج: ص:  >  >>