للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧ - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، أنبا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ سَعيِدٍ , عَنْ سَعيِدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ كُرَيْزٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غُنْمٍ , عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَكُنَّا إِنْ تَقَدَّمَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ ثُمَّ إِنَّ رَاحِلَتِي لَحِقَتْ رَاحِلَتَهُ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ رَاحِلَتِي عَرَفَتْ رَاحِلَتَهُ حَتَّى مَسَّتْ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ شَيْءٍ وَيَمْنَعُنِي مَكَانُ هَذِهِ الآيَةِ , يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: ١٠١] .

قَالَ: «مَا هُو يَا مُعَاذُ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْعَمَلُ الَّذِي يُدْخِلُ الْجَنَّةَ وَيُنْجِي مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: «لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَيَسِيرٌ , شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ , وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ , وَإِقَامُ الصَّلاةِ , وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ , وَحَجُّ الْبَيْتِ , وَصَوْمُ رَمَضَانَ» .

ثُمَّ قَالَ: «أَلا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَتِهِ , أَمَّا رَأْسُ الأَمْرِ فَالإِسْلامُ , وَأَمَّا عَمُودُهُ فَالصَّلاةُ , وَأَمَّا ذُرْوَتُهُ فَالْجِهَادُ» .

ثُمَّ قَالَ: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ , وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطَايَا» .

ثُمَّ قَالَ: «أُخْبِرُكَ بِمَا هُوَ أَمْلَكُ بِالنَّاسِ مِنْ ذَلِكَ» .

وَقَرَأَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [السجدة: ١٦] .

ثُمَّ قَالَ: «أَلا أُنْبِئُكَ بِمَا هُوَ أَمْلَكُ بِالنَّاسِ مِنْ ذَلِكَ» .

قَالَ: فَأَخْرَجَ لِسَانَهُ فَوَضَعَهُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكُلُّ مَا نَتَكَلَّمُ بِهِ يكْتَبُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ , وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي النَّارِ إِلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ , إِنَّكَ لا تَزَالَ سَالِمًا مَا سَكَتَّ , فَإِنْ تَكَلَّمْتَ كُتِبَ عَلَيْكَ أَوْ لَكَ»

<<  <   >  >>