[ومن سورة النمل]
قوله تَعَالى: {بِشِهَابٍ قَبَسٍ}.
قرأَ أهلُ الكوفةِ مُنوَّنًا.
وقرأ الباقون: غيرَ منونٍ.
فمَنْ نوَّنَ جَعَلَ قَبَسًا نعتًا للشهابِ، وشهاب قبس: شعلةُ قبسٍ قَالَ الشَّاعِرُ:
فِيْ كَفِّهِ صَعْدَةٌ مُثَقَّفَةٌ ... فِيْهَا سِنَانٌ كَشُعْلَةِ القَبَسِ
وكلُّ أبيض يُورى فهو شِهَابٌ، وجمعه شُهُبٌ، والأشهب من الألوان: بياضٌ يخلطه سوادٌ. ويقال: سَنَةٌ شهباء وكَحلاء وحَمراء إِذَا كانت جَدبةً.
وقرأ الباقون: «بِشِهْابِ قَبَسٍ» مضافًا فيكون عَلَى ضربين: بشهاب من قبس، أو يكون قد أضافَ الشَّيءَ إلى نَفْسِهِ.
وقولُه تَعَالى: {هُدْى وبُشْرَى لِلْمُؤْمِنينَ}.
قرأ ابنُ كثيرٍ ونافعٌ وعاصمٌ وابنُ عامرٍ: «بُشْرَى» بلا إمالة عَلَى الَأصلِ.
وقرأ الباقون بالإمالة. وموضعُ «هُدًى وبُشْرَى» نصبٌ عَلَى الحالِ، تلك آيات القرآن هاديةً ومبشرةً.
قَالَ النَّحويون جميعًا: ويجوزُ أن يكونَ رفعًا عَلَى الابتداء، وخبرًا لابتداء أو تجعله خبرًا بعدَ خبرٍ، تلك آياتٌ تلك هُدًى وبشرى.
قوله تعالى: {رآها تهتز}.
قرأ أبو عمرو بفتح التاء وكسر الهمزة. وإنما أمال من أجلِ الياء.
وقرأ أهل الكوفة إلا حفصا: «رءاها» بكسرِ الراءِ والهَمزة أمالوا الهمزةَ من أجلِ الياء، وأمالوا الرضاء لمجاورة الهمزة. وهذا يسمى إمالة كَمَا يقال فِيْ رمى رمى.
وقولُه تَعَالى: {ما لي لَا أَرَى الهُدْهُدَ}.
قرأ ابنُ كثيرٍ - برواية البزي - وابنُ عامرٍ - من روايةِ هشام - وعاصمً والكسائي بفتح الياء هاهنا وفي «يس».
وقرأ نافعٌ وَأَبُو عَمْرٍو بإسكان الياء هاهنا وفتحها هناك.
وأسكنها الباقون.