للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ومن سورة انفطرت]

قَرَأَ ابنُ كثيرٍ وأبو عَمْرو ونافعٌ وابنُ عامرٍ: «فَعَدَلَّكَ» مشدّدًا، أي: قوَّمك، قَالَ: ابنُ الجَهم قَالَ أَبُو طَلحة الناقد للفراء، حَدَّثَنَا ..... ذكر سندًا أنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأى الهلالَ قَالَ: «الحَمْدُ لِلهِ الَّذِيْ خَلَقَكَ فَسَوَّاْكَ فَعَدَّلكَ» فعرَّفه الفَرَّاء الحَدِيْثَ. وقال كنتُ أقرأ بالتَّخفيف إتّباعًا للأعمش ولا تَراني أقرؤها بعد يَومي هَذَا إلا بالتَّشديد إِذَا كانت قَدْ ذكرت عنْ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ ابنُ الجَهْمِ: فسألتُ الفَرَّاء بعد ثلاثِ سنين فِيْ طريقِ مكَّة كيف يقرأ هَذَا الحرف «فَعَدَلَكَ» فَقَالَ: بالتَّشديد.

وقرأ الباقون: «فَعَدَلَكَ» مخففًا، ومعناه: فصرفك إلى أي صُوْرَةٍ شاءَ، إما حَسَنٌ وإما قَبِيْحٌ، وإما طويلٌ وإما قصيرٌ، ولك أن النُّطفة إِذَا وقعت فِيْ الرحم طابت فِيْ البدن أربعين صباحًا، ثُمَّ تَصير علقةً أربعين، ثُمَّ مضغة أربعين، ثُمَّ يَبعث اللهُ ملكًا ومعه تُراب هِيَ تُربة العَبْدِ، فيعجنه بتلك النُّطفة ويقول: يا رب أَطويلٌ أم قصيرٌ، أَغنيٌّ أم فَقيرٌ، أَشقيٌّ أم سَعيدٌ، فذلك قولُه: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} وقال ابْنُ أَبِي نُجيح: {فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ} قَالَ: فِيْ صورةِ عَمٍّ، فِيْ صورة أَبٍ، فِيْ صورةِ بَعضِ القَرابات.

وقال بعضُ النحَّويين: الاختيارُ التَّشديدُ، والتَّقدير، فَعَدَّلَكَ، أي: جَعَلَكَ مُعَدَّلَ الخَلْقِ مُعْتَدِلًا.

وقولُه تَعَالى: {وَمَا أَدْرَاكَ}.

قَرَأَ ابنُ كثيرٍ وعاصمٌ مفخَّمًا.

وقرأ نافعٌ بين بين.

وقرأ الباقون بالِإمالة.

وقولُه تَعَالى: {يَومَ لَا تَمْلِكُ}.

قَرَأَ ابنُ كثيرٍ وأبو عَمْرٍو: «يَومُ لَا تَمْلِكُ» بالرَّفْعِ عَلَى الاستئِناف.

وقرأ الباقون: «يوم» جعلوه ظرفا، ويجوز لمن رَفَعَ أن يجعلَه بدلًا مما قَبله، ومَنْ نَصَبَهُ جازَ أن ينصبَه بإضمار فعل أي: يَقُولُ: {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شيئا والأمر}

<<  <   >  >>