للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن سورة النَّاس

قَرَأَ الكِسَائِيّ وحده فِيْ رواية أبي عُمَر: «بِرَبِّ النَّاسِ» بالِإمالة.

وقرأ الباقون بالتَّفخيم، فمَن أمال فمن أجلِ كسرةِ السّين مثل النار، ومَنْ فَتَحَ فعلى الَأصلِ؛ لأنَّ الأصلَ فِيْ النَّاس النيس أَوْ النّوس فصارت الواو والياء ألفًا لانفتاح ما قبلهما.

وقال آخرون: الأصلُ النسى فجعل لام الفعل ياء من نسيت، قَالَ: ثُمَّ قدموا وأخروا كما قَالَ عاث وعثا.

وقولُه تَعَالى: {مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ}.

بفتح الواو؛ إجمال لأنَّ الوسواسَ اسمُ الشَّيطان، وهو الغَرورَُ والخَنَّاسُ، والجَانُّ، والعفريتُ، والجلانُ، والبلانُ، والعطبُ، والدلسُ، والدلامنُ، والخيتعورُ، والشّيصبانُ، والمهذبُ، والشيطانُ، واللَّعِينُ، والموسوسُ، والأزنيبُ، والسَّفيهُ، قيل فِيْ قولُه تَعَالى: {أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا} قَالَ: السَّفِيْهُ: إبليس، والوَسْوَاسُ: صوتُ حلى النِّساء أيضًا وأنشدَ:

تَسْمَعُ الحَلْي وَسْوَاْسًا إِذَا انْصَرَفَتْ ... كَما اسْتَغَاث برِيْحٍ عشْرِقٍ زَجِلُ

فأمَّا الوِسْوَاسُ بكسرِ الواو فمصدر وَسْوَسَ يُوَسْوِسُ وَسْوَسَةً ووِسْواسًا {فِيْ صُدُوْرِ النَّاسِ} والنَّاسُ جنّهم وأنسهم والناس يقع عَلَى الجِنّ والِإنس رأيت ناسًا من الجنّ، وناسًا من بني آدم، وَيُقَال لمن لا خير فِيهِ: نَسْنَاسٌ. وحدثنا عن ابن حميد، قال حدثنا سلمة، قَالَ: حَدَّثَنَا المُبارك بْن الأزهر، عنْ شريك بن عَبْد اللَّه بْن أَبِي نمر، عنْ صالح مولى التوأمة، عنْ ابْنُ عَبَّاس، قَالَ: إن من الملائكة قبيلًا يُقال لهم: الجن. فكان إبليس يوسوس ما بين السّماء والأرض فمسخه اللَّه شيطانًا.

وحدثنا عن ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق، قَالَ:

النِّسْنَاسُ: خلقٌ باليَمن لأحدهم يدٌ ورجلٌ، وعينٌ واحدُ ينقر، أي: يقفز قفزًا، أهل اليمن يصطادونهم فخرج قومٌ فِيْ صيدٍ فرأوا ثلاثةً منهم فأدركوا واحدًا فعقروه، وذَبَحُوْهُ، وتوارى اثنان فِيْ الشَّجر، فَقَالَ: اذبحه فإنه سمين، قَالَ: ويقول أحد الاثنين: أكل ضرو، والضرو: شجرٌ، فدخلوا شجر الزيتون فأخذوا الثَّاني فذبحوه فَقَالَ

<<  <   >  >>