للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يعدل عنه للمسح بحديد ولا بغيره، فإنَّ ذلك لم يفعله أحدٌ ممن سبق ذكره، ففعلُه تمويهٌ لا أصل له (١).

قوله: (أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ): قال ابن عبد البر: " في هذا الحديث دليل واضح على أن صفات الله غير مخلوقة; لأن الاستعاذة لا تكون بمخلوق، وفيه أن الرَّقْيَ يدفع البلاء، ويكشفه الله به، وهو من أقوى معالجة الأوجاع لمن صحبه اليقين الصحيح، والتوفيق الصريح، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم " (٢).

قوله: (مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ): تعوذ من وجع ومكروه هو فيه، ومما يتوقع حصوله في المستقبل من الحزن والخوف؛ فإن الحذر هو الاحتراز عن مخوف (٣).

قوله: (فَلَمْ أَزَلْ آمُرُ بِهِ أَهْلِي وَغَيْرَهُمْ): لأنه من الأدوية الإلهية، والطب النبوي لما فيه من ذكر الله، والتفويض إليه، والاستعاذة بعزته وقدرته، وتكراره يكون أنجع وأبلغ كتكرار


(١) المفهم (٥/ ٥٩٠).
(٢) التمهيد (٢٣/ ٣٩).
(٣) شرح المشكاة للطيبي (٤/ ١٣٣٧).

<<  <   >  >>