للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأشيب، وأحمد بن عبد الملك الحراني (١).

والوجه الثاني: من ذكر لفظة" وجنبوه السواد" وهو إبراهيم بن إسحاق بن مهران (٢)، ولو طبقنا قواعد ترجيح الروايات لقلنا بأن رواية الأكثر والأوثق هي الأرجح، وهم الذين لم يذكروا لفظة "وجنبوه السواد" عن شيخهم أبي خيثمة، لكن هذه القاعدة ستلزمنا بترجيح رواية الأكثر والأوثق عن أبي الزبير وهم الذين أثبتوا لفظة وجنبوه السواد، والخلاصة أن الكفتين متعادلتان ففي كل مجموعة رواة ثقات فلا ترجيح لأحدهما على الآخر، ومما يزيد الأمر إشكالًا هو ما جاء عند أحمد (٣)، بلفظ: "قَالَ زُهَيْرٌ: قُلْتُ لِأَبِي الزُّبَيْرِ: أَقَالَ جَنِّبُوهُ السَّوَادَ؟ قَالَ: لَا، بينما جاء عند أبي داود الطيالسي (٤) أنَّ أبا خيثمة زهير بن معاوية سأل أبا الزبير أَحَدَّثَكَ جَابِرٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِأَبِي قُحَافَةَ: «غَيِّرُوا، وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ» فَقَالَ: لَا، فنفى التغيير بأكمله، وبهذا يتبين لنا جليًّا أن الإشكال من


(١) أخرجه أحمد عنهما في المسند (٢٣/ ١١، ١٤٦٤١).
(٢) أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب (٣/ ١٠٣٦).
(٣) المسند (٢٣/ ١١، ١٤٦٤١).
(٤) المسند (٣/ ٣١٠، ١٨٦٠).

<<  <   >  >>