١ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَدَ , قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ بِدِمَشْقَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّ مِائَةٍ , أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ , أنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ , قِرَاءَةً عَلَيْنَا مِنْ لَفْظِهِ وَأَنَا أَسْمَعُ وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ , أنا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ الصَّيْدَلانِيُّ , قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ , نا أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاتِبُ , نا عِيسَى بْنُ أَبِي حَرْبٍ الصَّفَّارُ , عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ , عَنِ الرَّبِيعِ , قَالَ: دَعَانِي الْمَنْصُورُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ: أَنْبِئْنِي بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ يُلْحِدُ فِي سُلْطَانِي , قَتَلَنِي اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْهُ , قَالَ: فَأَتَيْتُهُ , فَقُلْتُ: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , قَالَ: فَتَطَهَّرَ وَلَبِسَ ثِيَابًا أَحْسَبُهُ قَالَ: جُدَدًا , فَأَقْبَلْتُ بِهِ وَاسْتَأْذَنْتُ لَهُ فَقَالَ: أَدْخِلْهُ قَتَلَنِي اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْهُ , فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ مُقْبِلا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ فَتَلَقَّاهُ وَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّقِيِّ السَّاحَةِ , الْبَرِيءِ مِنَ الدَّغَلِ وَالْخِيَانَةِ أَخِي وَابْنِ عَمِّي , فَأَقْعَدَهُ عَلَى سَرِيرِهِ مَعَهُ وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَسَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ ثُمَّ قَالَ: سَلْنِي حَوَائِجَكَ , فَقَالَ: أَهْلُ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ قَدْ بَخِلَتْ عَلَيْهِمْ عَطَاءَهُمْ فَتَأْمُرُ لَهُمْ بِهِ , قَالَ: أَفْعَلُ.
ثُمَّ قَالَ: يَا جَارِيَةُ ائْتِنِي بِالتُّحْفَةِ.
فَأَتَتْهُ بِمِدْهَنِ زُجَاجٍ فِيهِ غَالِيَةٌ , فَغَلَّفَهُ بِيَدِهِ وَانْصَرَفَ فَاتَّبَعْتُهُ فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَتَيْتُ بِكَ وَلا أَشُكُّ أَنَّهُ قَاتِلُكَ فَكَانَ مِنْهُ مَا رَأَيْتُ وَقَدْ رَأَيْتُكَ تُحَرِّكُ شَفَتَيْكَ بِشَيْءٍ عِنْدَ الدُّخُولِ فَمَا هُوَ؟ قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُمَّ احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنَامُ , وَاكْنُفْنِي بِرُكْنِكَ الَّذِي لا يُرَامُ , وَاحْفَظْنِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ، لا تُهْلِكْنِي وَأَنْتَ رَجَائِي، رَبِّ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِي , وَكَمْ مِنْ بَلِيَّةٍ أَبْلَيْتَنِي بِهَا قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرِي , فَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعْمَتِهِ شُكْرِي فَلَمْ يَحْرِمْنِي , وَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ بَلِيَّتِهِ صَبْرِي فَلَمْ يَخْذِلْنِي , وَيَا مَنْ رَآنِي عَلَى الْمَعَاصِي فَلَمْ يَفْضَحْنِي , وَيَا ذَا النَّعْمَاءِ الَّتِي لا تُحْصَى أَبَدًا , وَيَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لا يَنْقَضِي أَبَدًا أَعِنِّي عَلَى دِينِي بِدُنْيَا وَعَلَى آخِرَتِي بِتَقْوَى , وَاحْفَظْنِي فِيمَا غِبْتُ عَنْهُ وَلا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي فِيمَا حَضَرْتُ , يَا مَنْ لا تَضُرُّهُ الذُّنُوبُ وَلا تْنَقُصُهُ الْمَغْفِرَةُ اغْفِرْ لِي مَا لا يَضُرُّكَ وَأَعْطِنِي مَا لا يَنْقُصُكَ يَا وَهَّابُ أَسْأَلُكَ فَرَجًا قَرِيبًا وَصَبْرًا جَمِيلا وَالْعَافِيَةَ مِنْ جَمِيعِ الْبَلايَا وَشُكْرِ الْعَافِيَةِ