للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنهم:

حَزْن (١) بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ (٢) بن عمران المَخْزُومي، له هجرةٌ: ويقال: أسلم عامَ الفتح، وهو جدُّ سعيد بن المُسَيّب. أراد رسولُ الله أن يسميه سَهْلًا فامتنعَ وقال: لا أغيّرُ اسمًا سمانيه أبواي، فلم تزل الحزونة فينا (٣). استُشهد يومَ اليمامة. وقتل معه أيضًا ابناه عبد الرحمن ووهب، وابن ابنه حكيمُ بن وَهْبِ بن حزن.

وممَّنِ استُشهد في هذه السنة داذَويه الفارسي أحدُ أمراءِ اليمنِ الذين قتلوا الأسودَ العَنْسي، قتله غيلةً قيسُ بن مَكْشوح حين ارتدَّ قبل أن يرجعَ إلى الإسلام، فلما عنَّفه الصدِّيقُ على قتله أنكر ذلك، فقبل علانيته وإسلامه. ومنهم: زيد (٤) بن الخطاب بن نُفَيْل القُرشي العَدوي أيو محمد، وهو أخو عمر بن الخطّاب لأبيه، وكان زيدٌ أكبر من عمر، أسلم قديمًا، وشهدَ بدرًا، وما بعدها، وقد آخى رسول الله بينه وبين معن بن عديّ الأنصاري وقد قُتلا جميعًا باليمامة، وقد كانت رايةُ المهاجرين يومئذ بيده، فلم يزل يتقدَّم بها حتى قُتل فسقطت، فأخذها سالم مولى أبي حذيفة، وقد قتل زيد يومئذ الرّجّال بن عُنفوة، واسمه نهار، وكان الرَّجَّال هذا قد أسلم وقرأ البقرة ثم ارتدَّ ورجعَ فصدَّق مسيلمةَ وشهد له بالرسالة، فحصل به فتنة عظيمة، فكانت وفاته على يد زيد، رضي الله عن زيد. ثم قتلَ زيدًا رجل يقال له: أبو مريم الحنفي، وقد أسلم بعد ذلك وقال لعمر: يا أميرَ المؤمنين إن الله أكرم زيدًا بيدي ولم يُهنِّي على يده، وقيل: إنما قتله سلمةُ بن صبيح ابن عمِّ (٥) أبي مريم هذا، ورجَّحه أبو عمر (٦) وقال: لأن عمر استقضى أبا مريم، وهذا لا يدل على نفي ما تقدم، والله أعلم.

وقد قال عمر لما بلغَهُ مقتلُ زيد بن الخطاب: سبقني إلى الحُسَنيينِ، أسلمَ قبلي، واستشُهد قبلي.


(١) ترجمة - حزن بن أبي وهب - في الاستيعاب (١/ ٤٠١) وجامع الأصول (١٣/ ٣١٣) وأسد الغابة (٢/ ٤) وتهذيب الكمال (٥/ ٥٩٠) وتهذيب التهذيب (٢/ ٢٤٣) والإصابة (١/ ٣٢٥).
(٢) في ط: "عامر" محرف، وما أثبتناه يعضده ما في مصادر ترجمته.
(٣) صحيح البخاري (٦١٩٠) في الأدب.
(٤) ترجمة - زيد بن الخطاب - في طبقات ابن سعد (٣/ ٢٧٤) وحلية الأولياء (١/ ٣٦٧) والاستيعاب (٢/ ٥٥٠ - ٥٥٣) وجامع الأصول (١٤/ ١٠٩) وأسد الغابة (٢/ ٢٨٥) وتهذيب الأسماء واللغات (١/ ٢٠٣ - ٢٠٤) وسير أعلام النبلاء (١/ ٢٩٧ - ٢٩٩) وتهذيب الكمال (١٠/ ٦٥) وتهذيب التهذيب (٣/ ٤١١) والإصابة (١/ ٥٦٥).
(٥) في ط: ابن عمر؛ تصحيف، وما هنا عن الاستيعاب.
(٦) قال أبو عمر : النفس أميل إلى هذا، لأن أبا مريم لو كان قاتل زيد ما استقضاه عمر، والله أعلم. الاستيعاب (٥٥٢).