٣٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ رَوْحُ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّارَانِيُّ، أنبا غَانِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبُرْجِيُّ، أنبا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، هُوَ أَبُو الشَّيْخِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَكِّيِّ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ هَرَاةَ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، رَجَلٌ صِدْقٌ، قَالَ: دَخَلْتُ زَمْزَمَ فِي السُّحْرَةِ فَإِذَا شَيْخٌ يَنْزِعُ الدَّلْوَ الَّذِي يَلِي الرُّكْنَ، فَلَمَّا شَرِبَ أَرْسَلَ الدَّلْوَ، فَأَخَذْتُهُ فَشَرِبْتُ فَضْلَهُ، فَإِذَا هُوَ سَوِيقُ لَوْزٍ لَمْ أَذُقْ سَوِيقَ لَوْزٍ أَطْيَبَ مِنْهُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْقَابِلَةِ رَصَدْتُهُ، فَلَمَّا كَانَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ دَخَلَ قَدْ سَدَلَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَنَزَعَ بِالدَّلْوِ مِمَّا يَلِي الرُّكْنَ، ثُمَّ شَرِبَ وَأَدْخَلَ الدَّلْوَ، فَأَخَذْتُ فَضْلَهُ فَشَرِبْتُ، فَإِذَا مَاءٌ مَضْرُوبٌ بِعَسَلٍ لَمْ أَشْرَبْ عَسَلا قَطُّ أَطْيَبَ مِنْهُ، قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ آخُذَ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ أَنْظُرُ مَنْ هُوَ فَعَاتَبَنِي، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ التَّالِيَةُ قَعَدْتُ قُبَالَةَ بَابِ زَمْزَمَ، فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ الْوَقْتُ دَخَلَ قَدْ سَدَلَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَدَخَلْتُ فَأَخَذْتُ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ، فَلَمَّا شَرِبَ مِنَ الدَّلْوِ أَرْسَلَهُ، قُلْتُ: يَا هَذَا أَسْأَلُكَ بِرَبِّ هَذِهِ الْبِنْيَةِ مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: تَكْتُمُ عَلَيَّ حَتَّى أَمُوتَ؟ ، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، فَأَرْسَلْتُهُ وَشَرِبْتُ مِنَ الدَّلْوِ فَإِذَا لَبَنٌ مَضْرُوبٌ بِسُكَّرٍ لَمْ أَرَ لَبَنًا قَطُّ أَطْيَبَ مِنْهُ، قَالَ: وَكَانَتْ تِلْكَ الشَّرْبَةُ تَكْفِينِي إِذَا شَرِبْتُهَا إِلَى مِثْلِهَا لا أَجِدُ جُوعًا وَلا عَطَشًا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute