٥٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرِو بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَاشِدٍ الْمُقْرِئُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْفَرَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءٍ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنَّ نُوحًا عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ إِنِّي مُوصِيكَ بِاثْنَتَيْنِ وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ، وَقَاصِرٌ عَلَيْكَ فِي الْوَصِيَّةِ حَتَّى لا تَنْسَى، أَمَّا الاثْنَتَيْنِ أُوصِيكَ بِهِمَا فَإِنِّي رَأَيْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْتَشْرِفُهُمَا وَصَالِحَ خَلْقِهِ، وَرَأَيْتُهُمَا يُكْثِرَانِ الْوُلُوجَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَلا يَزَالَ لِسَانُكَ رَطِبًا بِهِمَا فَافْعَلْ، قَوْلُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهُمَا عِبَادَةُ كُلِّ شَيْءٍ، وَبِهِمَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ، وَقَوْلُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَإِنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَوْ كَانَتَا فِي كَفَّةٍ وَزَنَتَهُنَّ، وَلَوْ كَانَتْ حَلَقَةً قَصَمَتْهُنَّ، حَتَّى تَلْحَقَ بِذِي الْعَرْشِ، وَأَمَّا اللَّتَانِ أَنْهَاكَ عَنْهُمَا فَإِنِّي رَأَيْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَكْرَهُهُمَا وَصَالِحَ خَلْقِهِ، الْكِبْرُ وَالشِّرْكُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنَ الْكِبْرِ أَنْ أَلْبَسَ الْحُلَّةَ الْحَسَنَةَ؟ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ» .
قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَمِنَ الْكِبْرِ أَنْ تَكُونَ لِي الدَّابَةُ الصَّالِحَةُ أَرْكَبُهَا؟ قَالَ: «لا» .
قُلْتُ: فَمِنَ الْكِبْرِ أَنْ يَكُونَ لِي أَصْحَابٌ يَتْبَعُونِي؟ قَالَ: «لا» .
قُلْتُ: فِيمَ الْكِبْرُ يَا رَسُولَ اللَّه؟ قَالَ: «تُسَفِّهُ الْحَقَّ، وَتَغْمِصُ النَّاسَ»
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرِو بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَاشِدٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ الدِّينَوَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّقَاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: مَنْ أَرَادَ صَلاحَ دِينِهِ، فَعَلَيْهِ بِتَرْكِ مُخَالَطَةِ النَّاسِ كُلِّهِمْ، فَإِنْ كَانَ طَالِحًا يَسْلَمْ، وَإِنْ كَانَ صَالِحًا اشْتَغَلَ بِنَفْسِهِ، وَبِمَا يَصِيرُ إِلَيْهِ غَدًا، فَإِنَّ فِي الْمَوْتِ وَهَوْلِهِ شُغْلا "
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَاجِّ بْنِ يَحْيَى الإِشْبِيلِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرٍ الذُّهْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا} [الطور: ٩] ، قَالَ: تَدُورُ
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَاجِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ السَّمَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الصُّدَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا} [الطور: ٩] قَالَ: تَدُورُ دَوْرًا
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَاجِّ الإِشْبِيلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ السَّبِيعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: إِنَّ هَذَا الْمَوْتَ قَدْ أَضَرَّ بِالدُّنْيَا وَفَضَحَهَا، فَمَا أَبْقَى فِيهَا لِذِي لُبٍّ فَرَحًا
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَاجِّ بْنِ يَحْيَى الْمُعَدِّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي التَّمْتَاَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْعَثِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ عِيَاضٍ، يَقُولُ: حُفِرَ قَبْرٌ مِنْ قُبُورِ الأَوَّلِينَ، وَجَدَ فِيهِ: أَنَا فُلانُ ابْنُ فُلانٍ الْفُلانِيُّ، وَجَدْنَا خَيْرَ عَيْشِنَا مَا لَمْ نَبْغِ، وَمَا قَدَّمْنَا وَجَدْنَا، وَمَا أَكَلْنَا رَبِحْنَا، وَمَا خَلَّفْنَا خَسِرْنَا
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ النَّحَّاسُ، إِمْلاءً مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن سَهْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمَّا بَعْدُ: فَإِيَّاكَ أَنْ تُدْرِكَكَ الصَّرْعَةُ عِنْدَ الْغُرَّةِ فَلا تُقَالُ الْعَثْرَةُ، وَلا تُمَكَّنُ مِنَ الرَّجْعَةِ وَلا يَحْمَدُكَ مَنْ خَلَفْتَ بِمَا تَرَكْتَ، وَلا يُعَذِّرُكَ مَنْ تَقَدَّمَ عَلَيْهِ بِمَا اشْتَغَلْتَ، وَالسَّلامُ
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَاجِّ بْنِ يَحْيَى الشَّاهِدُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ حَيَّوَيْهِ النَّيْسَابُورِيُّ، إِمْلاءً قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَعْيُنَ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ الصَّلْتِ، قَالَ: زَعَمَ الْعُتْبِيُّ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ الأَخْفَشِ، قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ مَعَهَا ابْنَانِ لَهَا كَأَنَّهُمَا مُهْرَانِ عَرَبِيَّانِ قَالَ: فَمَا انْقَلَبَ عَلَيْهَا شَهْر حَتَّى دفنتهما بفنائها، قَالَ: فَكُنْتُ أَغْدُو إِذَا هِيَ قَاعِدَةٌ بَيْنَ الْقَبْرَيْنِ، قَدْ وَضَعَتْ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ يَدًا وَهِيَ تَقُولُ:
فَلِلَّهِ جَارَايَ اللَّذَانِ أَرَاهُمَا ... قَرِيبَيْنِ مِنِّي وَالْمَزَارُ بَعِيدُ
مُقِيمَانِ بِالْبَيْدَاءِ لا يَبْرَحَانِهَا ... وَلا يَسْأَلانِ الرَّكْبَ أَيْنَ يُرِيدُ
هُمَا تَرَكَا عَيْنَيَّ لا مَاءَ فِيهِمَا ... وَشَكَا سَوَادُ الْقَلْبِ فَهُوَ عَمِيدُ
قَالَ: فَكُنْتُ أَبْكِي مَعَهَا حَتَّى يَظُنُّ مَنْ رَآنِي أَنِّي أَبُوهُمَا آخِرُ الْجُزْءِ الثَّالِثِ مِنَ الْفَوَائِدِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ حَقَّ حَمْدِهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.