٥٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو النُّعْمَانِ تُرَابُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هِلالٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي»
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ النَّحَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَيْبَانَ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحُ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ أَبِي إِذَا طَافَ لَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا فِي الطَّوَافِ إِلا أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْهِ إِنْسَانٌ فَيَرُدَّ عَلَيْهِ، قَالَ: فَطَافَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلَقِيَهُ إِنْسَانٌ بَعْدَ عَتَمَةٍ لَمَّا انْقَضَى طَوَافُهُ، قَالَ: فَقَالَ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا الْبَيْتِ لأَيِّ شَيْءٍ خُلِقَ، وَفِي أَيِّ شَيْءٍ خُلِقَ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَمْرُهُ؟ قَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَأْنٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ، إِنَّ هَذَا الْبَيْتَ جَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لأَهْلِ الأَرْضِ، كَمَا جَعَلَ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ لأَهْلِ السَّمَاءِ، لَوْ أَرْسَلُوا سَهْمًا مِنَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، مَا وَقَعَ إِلا عَلَيْهِ، وَالْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يَطُوفُ بِهِ كُلَّ صَبَاحٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لا يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، قَالَ: ثُمَّ تَلَى أَبِي: {وَالطُّورِ {١} وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ {٢} فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ {٣} وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ {٤} وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ {٥} } [الطور: ١-٥] قَالَ: ثُمَّ قَالَ: جَعَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى هَذَا الْبَيْتَ لأَهْلِ الأَرْضِ كَمَا جَعَلَ ذَلِكَ الْبَيْتَ لأَهْلِ السَّمَاءِ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ فِي كِتَابِهِ: {فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ {٢٤} لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ {٢٥} } [المعارج: ٢٤-٢٥] ، مَا هَذَا الْمَعْلُومُ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ بِهِ؟ قَالَ: الرَّجُلُ إِذَا تَصَدَّقَ مِنْ مَالِهِ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِشَيْءٍ مَعْلُومٍ سِوَى الزَّكَاةِ، فَذَلِكَ الْمَعْلُومُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ فِي كِتَابِهِ: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} [القلم: ١] .
الْقَلَمُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فَالنُّونُ مَا هُوَ؟ قَالَ: نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ: " اجْمُدْ وَكُنْ مِدَادًا، ثُمَّ قَالَ لِلْقَلَمِ: اكْتُبْ، قَالَ الْقَلَمُ: يَا رَبِّ، وَمَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: «اكْتُبْ مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» .
قَالَ: فَكَتَبَ الْقَلَمُ وَاسْتَمَدَّ مِنَ النُّونِ فِي اللَّوْحِ الآخِرِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو النُّعْمَانِ تُرَابُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدٍ الْعَسْقَلانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَهْدِيٍّ الدَّارَقُطْنِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيُّ الْقَاضِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا يَدْعُو عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فَقَالَ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ عَجَّتْ إِلَيْكَ الأَصْوَاتُ بِضُرُوبِ اللُّغَاتِ يَسْأَلُونَكَ الْحَاجَاتِ وَحَاجَتِي إِلَيْكَ أَنْ تَذْكُرَنِي عِنْدَ الْبَلاءِ، إِذَا نَسِيَنِي أَهْلُ الدُّنْيَا.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَاجِّ الإِشْبِيلِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَرُوفٍ، إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مَعْبَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ الشَّحَّامُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ: يَقُولُ رَأَيْتُ بَدَوِيَّةً دَخَلَتِ الطَّوَافَ، فَقَالَتْ: يَا حَسَنَ الصُّحْبَةِ، جِئْتُكَ مِنْ بُعْدٍ، أَقْبَلْتُ أَسْأَلُكَ سَتْرَكَ الَّّّّذِي لا تَخْرِقُهُ الرِّمَاحُ، وَلا تُزِيلُهُ الرِّيَاحُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ النَّحَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَمَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْفُضَيْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الأَصْمَعِيُّ، قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ:
وَإِنِ امْرَأً دُنْيَاهُ أَكْبَرُ هَمِّهِ ... لَمُسْتَمْسِكٌ مِنْهَا بِحَبْلِ غُرُورِ
، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: كُنْتُ فِي ضَيْعَتِي نِصْفَ النَّهَارِ أَدُورُ فِيهَا فَسَمِعْتُ قَائِلا يَقُولُ هَذَا الْبَيْتَ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا فَكَتَبْتُهُ عَلَى خَاتَمِي.
آخِرُ الْجُزْءِ السَّابِعِ مِنَ الْفَوَائِدِ، وَالْحَمْدُ للَّهِ حَقَّ حَمْدِهِ وَصَلَوَاتُهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَثِيرًا.