٣٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءِ بْنِ سَعِيدٍ الْعَسْقَلانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَنْدَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبَانِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ هَاشِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ السَّكْسَكِيُّ، عَنْ شَقِيقٍ، وَعَبَّادٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ كَعْبٍ، أَنَّ الرَّبَّ تَبَارَكَتْ أَسْمَاؤُهُ، قَالَ: " يَا مُوسَى إِذَا رَأَيْتَ الْغَنِيَّ مُقْبِلا، فَقُلْ: ذَنْبٌ عُجِّلَتْ عُقُوبَتُهُ، وَإِذَا رَأَيْتَ الْفَقْرَ مُقْبِلا، فَقُلْ: مَرْحَبًا مَرْحَبًا لِشِعَارِ الصَّالِحِينَ، يَا مُوسَى إِنَّكَ إِنْ تَتَقَرَّبْ إِلَيَّ بِعَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الرِّضَا بِقَضَائِي، وَلَمْ تَأْتِ بِعَمَلٍ أَحْبَطَ بِحَسَنَاتِكَ مِنَ الْبَطَرِ، وَإِيَّاكَ وَالتَّضَرُّعَ لأَبْنَاءِ الدُّنْيَا إِذَا أَعْرَضَ عَنْكَ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَجُودَ بِدِينِكَ لِدُنْيَاهُمْ إِذًا آمُرُ أَبْوَابَ رَحْمَتِي فَتُغْلَقُ عَنْكَ، ادْنُ الْفُقَرَاءَ وَقَرِّبْ مَجَالِسَهُمْ مِنْكَ تَكْرُمُ عَلَيَّ، وَابْعُدْ عَنِ الأَغْنِيَاءِ وَبَعِّدْ مَجَالِسَهُمْ مِنْكَ، وَلا تَرْكُنْ إِلَى حُبِّ الدُّنْيَا، فَإِنَّكَ لَنْ تَلْقَانِي بِكَبِيرَةٍ مِنَ الْكَبَائِرِ أَشَدَّ عَلَيْكَ مِنَ الرُّكُونِ إِلَى حُبِّ الدُّنْيَا، يَا مُوسَى قُلْ لِلْمُذْنِبِينَ النَّادِمِينَ أَبْشِرُوا، وَقُلْ لِلْعَامِلِينَ الْمُعْجَبِينَ اخْسَئُوا "
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رُزَيْقٍ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ الجراب الْبَغْدَادِيُّ، إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ التَّمْتَامُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُعْتَمِرِ عَمَّارُ بْنُ رَزِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ السُّلَمِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ الَّتِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ السَّمَاءِ، أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: " أَتَدْرِي لأَيِّ شَيْءٍ كَلَّمْتُكَ، قَالَ: لأَيِّ شَيْءٍ؟ ، قَالَ: «لأَنِّي اطَّلَعْتُ عَلَى قُلُوبِ الْعِبَادِ فَلَمْ أَرَ قَلْبًا أَشَدَّ حُبًّا لِي مِنْ قَلْبِكَ»
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الشَّاهِدُ، إِمْلاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: مِنْ قَوْلِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ
ابْنِي إِنِّي وَاعِظٌ وَمُؤَدِّبٌ ... فَافْهَمْ فَإِنَّ الْعَاقِلَ الْمُتَأَدِّبَ
وَاحْفَظْ وَصِيَّةَ وَالِدٍ مُتَحَنِّنٍ ... يَغْزُوكَ بِالآدَابِ لا يَتَغَضَّبُ
ابْنِي إِنَّ الرِّزْقَ مَكْفُولٌ بِهِ ... فَعَلَيْكَ بِالإِجْمَالِ فِيمَا تَطْلُبُ
لا تَجْعَلَنَّ الْمَالَ كَسْبَكَ مُفْرَدًا ... وَتقى أَكْهَل فَاجْعَلَنَّ مَا تَكْسِبُ
وَاتْلُ الْكِتَابَ كِتَابَ رَبِّكَ مُوقِنًا ... فِيمَنْ يَقُومُ بِهِ هُنَاكَ وَيَنْصِبُ
بَتَدَبُّرٍ وَتَفَكُّرٍ وَتَقَرُّبٍ ... إِنَّ الْمُقَرَّبَ عِنْدَهُ يَتَقَرَّبُ
وَاعْبُدْ إِلَهَكَ بِالإِنَابَةِ مُخْلِصًا ... وَانْظُرْ إِلَى الأَمْثَالِ فِيمَا تَضْرِبُ
وَإِذَا مَرَرْتَ بِآيَةٍ تَصِفُ الْعَذَابَ ... فَقُلْ بِعَيْنِكَ بِالتَّخَوُّفِ تُسْكَبُ
يَا مَنْ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ بِقُدْرَةٍ ... لا تَجْعَلَنِّي فِي الَّذِينَ تُعَذِّبُ
إِنِّي أَبُوءُ بِعُثْرَتِي وَخَطِيَّتِي ... هَرَبًا وَهَلْ إِلا إِلَيْكَ الْمَهْرَبُ
بَادِرْ هَوَاكَ إِذَا هَمَمْتَ بِصَالِحٍ ... وَتَجَنَّبِ الأَمْرَ الَّذِي يُتَجَنَّبُ
وَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ إِنْ أَرَدْتَ حَيَاتَهَا ... إِنَّ الزَّمَانَ بِأَهْلِهِ يَتَقَلَّبُ
ابْنِي كَمْ صَاحَبْتُ مِنْ ذِي غُرَّةٍ ... فَإِذَا صَحِبْتَ فَانْظُرْ مَنْ تَصْحَبُ
وَاجْعَلْ صَدِيقَكَ مَنْ إِذَا آخَيْتَهُ ... حَفِظَ الإِخَاءَ وَكَانَ دُونَكَ يَضْرِبُ
وَاحْذَرْ ذَوِي الْمَلَقِ اللِّئَامِ فَإِنَّهُمْ ... فِي النَّائِبَاتِ عَلَيْكَ فِيمَنْ يَخْطُبُ
وَلَقَدْ نَصَحْتُكَ إِنْ قَبِلْتَ نَصِيحَتِي ... وَالنُّصْحُ إِنْ حُصِرَ مَا يُبَاعُ وَيُذْهَبُ
آخِرُ الْجُزْءِ السَّادِسِ مِنَ الْفَوَائِدِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حَمْدُ الشَّاكِرِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَسَلِّمْ تَسْلِيمًا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.