للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوحش زوال النعم، وتغير الأحوال، والحور بعد الكور! لا يليق بهذا الحي الكريم، الفاضل على جميع الحيوانات، أن يرى إلا عابدا لله في دار التكليف، أو مجاورا لله في دار الجزاء والتشريف؛ وما بين ذلك فهو واضع نفسه في غير موضعها، انتهى كلامه.

والمراد منه: أنه جعل أقبح حال وأفحشها من أحوال الإنسان، أن يشرك بالله، ومثله بأنواع، منها: السجود للشمس أو للقمر، ومنها: السجود لصورة، كما يسجد للصور التي في القباب على القبور، والسجود قد يكون بالجبهة على الأرض، وقد يكون بالانحناء من غير وصول إلى الأرض، كما فسر به قوله تعالى: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} قال ابن عباس: (أي: ركعا) .

[إنكار تعظيم القبور]

وقال ابن القيم في "إغاثة اللهفان"، في إنكار تعظيم القبور: وقد آل الأمر بهؤلاء المشركين، إلى أن صنف بعض غلاتهم في ذلك كتابا، سماه: "مناسك المشاهد"، ولا يخفى أن هذا مفارقة لدين الإسلام، ودخول في دين عبادة الأصنام; انتهى، وهذا الذي ذكره ابن القيم، رجل من المصنفين، يقال له ابن المفيد، فقد رأيت ما قال فيه بعينه، فكيف ينكر تكفير المعين؟!

وأما كلام سائر أتباع الأئمة في التكفير، فنذكر منه قليلا من كثير، أما كلام الحنفية، فكلامهم في هذا من أغلظ

<<  <  ج: ص:  >  >>