للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقف فيقول: السلام عليك يا أبا بكر، ثم يقف فيقول: السلام عليك يا أبت".

وإذا أراد أحدهم الدعاء، جعل ظهره إلى جدار القبر، واستقبل القبلة إذا أراد أن يدعو، حتى لا يدعو عند القبر؛ وذكر الإمام أحمد وغيره: أنه يستقبل القبلة، ويجعل القبر عن يساره، لئلا يستدبره، وذلك بعد تحيته، والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو لنفسه؛ وذكروا أنه إذا حياه، وصلى عليه، يستقبل وجهه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم فإذا أراد الدعاء جعل الحجرة عن يساره، واستقبل القبلة ودعا الله.

وذكر أصحاب مالك: أنه يدنو من القبر، فيسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو مستقبل القبلة، يوليه ظهره، وقيل لا يوليه ظهره؛ وإنما اختلفوا لما فيه من استدباره، فأما إذا جعل الحجرة عن يساره، فقد زال المحذور بلا خلاف. وقال مالك في المبسوط: لا أرى أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يصلي ويسلم، فهذا هو هدي السلف الصالح، من الصحابة رضي الله عنهم، والتابعين لهم بإحسان، والأئمة الأربعة.

وما أحسن ما قال الإمام مالك رحمه الله: لن يصلح آخر هذه الأمة، إلا ما أصلح أولها، ولكن كلما ضعف تمسك الأمم بعهود أنبيائهم، عوضوا عن ذلك بما أحدثوا

<<  <  ج: ص:  >  >>