للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معنى آخر غير ما فهمناه، فبينوه لنا من كلام الله، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلام الصحابة، وكلام العلماء، فرحم الله امرءا نظر لنفسه، وعرف أنه ملاقي الله، الذي عنده الجنة والنار.

[كفار أهل زماننا هل هم مرتدون؟]

وسئل: عن قول الفقهاء، إن المرتد لا يرث ولا يورث، فكفار أهل زماننا هل هم مرتدون؟ أم حكمهم حكم عبدة الأوثان، وأنهم مشركون؟

فأجاب: أما من دخل في دين الإسلام ثم ارتد، فهؤلاء مرتدون، وأمرهم عندك واضح; وأما من لم يدخل في دين الإسلام، بل أدركته الدعوة الإسلامية، وهو على كفره، كعبدة الأوثان، فحكمه حكم الكافر الأصلي، لأنا لا نقول الأصل إسلامهم، والكفر طارئ عليهم.

بل نقول: الذين نشؤوا بين الكفار، وأدركوا آباءهم على الشرك بالله، هم كآبائهم، كما دل عليه الحديث الصحيح في قوله:" فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه " ١. فإن كان دين آبائهم الشرك بالله، فنشأ هؤلاء واستمروا عليه، فلا نقول الأصل الإسلام والكفر طارئ، بل نقول: هم الكفار الأصليون، ولا يلزمنا على هذا تكفير من مات في الجاهلية قبل ظهور الدين، فإنا لا نكفر الناس بالعموم، كما أنا لا نكفر اليوم بالعموم.


١ البخاري: الجنائز (١٣٥٨) , ومسلم: القدر (٢٦٥٨) , والترمذي: القدر (٢١٣٨) , وأبو داود: السنة (٤٧١٤) , وأحمد (٢/٢٣٣ ,٢/٢٧٥ ,٢/٢٨٢ ,٢/٣١٥ ,٢/٣٤٦ ,٢/٣٩٣ ,٢/٤١٠ ,٢/٤٨١) , ومالك: الجنائز (٥٦٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>