للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بخلاف ذلك، وأنه لا تأثير لها في جلب نفع أو دفع ضر، لأنها مجرد وساوس وأوهام يلقيها الشيطان في نفس العبد، فإن صادفت إيمانا كاملا وتوكلا قويا، فلا قرار لها، وإنما تتمكن مع نقص الإيمان وضعف التوكل.

وفي صحيح مسلم عن معاوية بن الحكم أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " ومنا أناس يتطيرون، قال: ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه، فلا يصدنكم " ١. قال ابن القيم رحمه الله: فأخبر أن تشاؤمة بالطيرة إنما هو في نفسه وعقيدته، لا في المتطير به؛ فوهمه، وخوفه، وإشراكه، هو الذي يطيره ويصده، لا ما رآه وسمعه؛ فأوضح صلى الله عليه وسلم لأمته الأمر وبين لهم فساد الطيرة، ليعلموا أن الله سبحانه لم يجعل لهم عليها علامة ولا فيها دلالة، ولا نصبها سببا لما يخافونه ويحذرونه، انتهى.

وفي الحديث: " ليس منا من تطير، أو تطير له "؛ وقد جاء بأن الطيرة من الجبت، وذكر بعض العلماء أنها من الكبائر، وقال ابن القيم: قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الطيرة شرك " ٢، فيحتمل أن تكون من الكبائر، ويحتمل أن تكون دونها.

وقال صاحب الرعاية: تكره الطيرة، وهي: التشاؤم; وكذا قال غير واحد من أصحاب أحمد.

وقال ابن مفلح: الأولى القطع بتحريمها، لأنها شرك،


١ مسلم: السلام (٥٣٧) , والنسائي: السهو (١٢١٨) , وأبو داود: الصلاة (٩٣٠) , وأحمد (٥/٤٤٧ ,٥/٤٤٨ ,٥/٤٤٩) .
٢ الترمذي: السير (١٦١٤) , وأبو داود: الطب (٣٩١٠) , وابن ماجه: الطب (٣٥٣٨) , وأحمد (١/٣٨٩ ,١/٤٣٨ ,١/٤٤٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>