للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النكاح خاصة، لما فيه من أن طاعونا وقع فيه، مات منه كثير من العرائس فتشاءموا به.

وقد صح عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم في شوال، وبنى بي في شوال، فأي نسائه كان أحظى عنده مني؟ وكانت تستحب أن يدخل على نسائها في شوال" ١،" وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة في شوال " ٢ أيضا، وهذا منه صلى الله عليه وسلم مخالفة لما عليه أهل الجاهلية.

وما زالت هذه العادات السيئة سارية في كثير من الناس، مثل التشاؤم بصفر، وربما نهوا عن السفر فيه، وحتى أن منهم من لا يكاد يذكر صفر إلا ويضيف إليه لفظة "الخير"، نظرا لما قام في قلوبهم من هذه الأمور؛ وقد قال عكرمة: "كنا جلوسا عند ابن عباس، فمر طائر يصيح، فقال رجل من القوم: خير خير، فقال ابن عباس: لا خير ولا شر، فبادره بالإنكار عليه، لئلا يعتقد تأثيره في الخير والشر".

"وخرج طاووس مع صاحب له في سفر، فصاح غراب، فقال الرجل: خير، فقال طاووس: وأي خير عند هذا؟ لا تصحبني! "

فالطيور والشهور كغيرهما، لا خير عندها ولا شر، فلا يجوز أن يضاف إليها شيء من ذلك; ومن هذا تشاؤمهم


١ مسلم: النكاح (١٤٢٣) , والترمذي: النكاح (١٠٩٣) , والنسائي: النكاح (٣٢٣٦) , وابن ماجه: النكاح (١٩٩٠) , وأحمد (٦/٥٤ ,٦/٢٠٦) , والدارمي: النكاح (٢٢١١) .
٢ ابن ماجه: النكاح (١٩٩١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>