للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ببعض الأيام، كيوم الأربعاء وهذا أمر باطل، وما يروى في يوم الأربعاء من أنه يوم نحس مستمر، قال أهل العلم: إنه حديث لا يصح، بل قد جاء في المسند عن جابر رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على الأحزاب يوم الإثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، فاستجيب له يوم الأربعاء بين الظهر والعصر، فعرف البشر في وجهه؛ قال جابر رضي الله عنه: فما نزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت ذلك الوقت، فدعوت الله فيه فرأيت الإجابة"، فتبين بهذا: أنه يوم تجاب فيه الدعوات، وتقضى فيه الحاجات، وهذا ينافي كونه يوم نحس مستمر.

وأما التشاؤم بقراءة سورة، أو آية من كتاب الله، فحرام أيضا، لما تقدم، ولأن قراءة القرآن عبادة مرغب فيها، وهي من أفضل الأعمال، وفيها ثواب عظيم مع الإخلاص.

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول {الم} حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف " ١

وأيضا: فإن القرآن كلام الله تعالى، وكلامه صفة من صفات ذاته المقدسة؛ ولذا لو حلف بسورة أو آية منه، فهو يمين تجب فيه الكفارة بالحنث؛ وصفاته تعالى لا شر فيها ولا ضرر يتوقع منها، بل قد قال أعلم الخلق بربه،


١ الترمذي: فضائل القرآن (٢٩١٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>