للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدعة، لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، والبدع محظورة ... إلى آخر السؤال.

فاعلم وفقك الله لطاعته، وأحاطك بحياطته، وتولاك في الدنيا والآخرة: أن أمر الساعة قد تكلم العلماء فيها قديما، ولم تكن مما أحدث في هذه الأزمان; وقد كانت موجودة على عهد مشايخ أهل الإسلام، الذين هم القدوة، وبهم الأسوة في مسائل الدين والأحكام، وهم يعلمون أنها موجودة في بلادهم، وعند بعض الولاة والحكام، ولم ينكرها أحد منهم، ولم يتكلم فيها بشيء مما يتكلم به هؤلاء المتمعلمون المتنطعون، الصعافقة المجان، الذين تكلفوا أن يتجروا فينا بلا أثمان.

فإذا تحققت هذا، وعرفته، فاعلم أن قول المنكر للساعات: إنها عمل سحر، وإن أقل أحوالها أنها بدعة، لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، والبدع محظورة، قول خطأ محض، لا دليل عليه من كتاب ولا سنة، ولا إجماع، ولا قول أحد من العلماء، الذين يعتد بقولهم في الخلاف والوفاق، بل هو قول مجرد عن الدليل، ودعوى عارية عن التأصيل، والتفصيل.

ونحن نبين ما ذكره العلماء في ذلك، ليزول الإشكال والتلبيس، ويندفع ما قصده من التمويه والتدليس; قال الإمام الحافظ: العماد بن كثير، رحمه الله تعالى في

<<  <  ج: ص:  >  >>