للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السحر، لأن لها أسبابا معلومة يقينية، من اطلع عليها قدر عليها.

قلت: ومن هذا القبيل حيل النصارى على عامتهم، بما يرونهم إياه من الأنوار، كقضية قمامة الكنيسة، التي لهم ببلد المقدس، وما يحتالون به من إدخال النار إلى الكنيسة، وإشعال ذلك القنديل بصفة لطيفة، تروج على العوام منهم; وأما الخواص منهم، فهم معترفون بذلك، ولكن يتأولون: أنهم يجمعون شمل أصحابهم على دينهم، فيرون ذلك سائغا لهم ... إلى آخر كلامه رحمه الله.

فتأمل ما ذكره الرازي، من تركيب صندوق الساعات، وأنه من هذا الباب، يعني من باب جعل الزئبق في الحبال والعصي، فصارت تتلوى بسبب ما فيها من ذلك الزئبق، فيخيل إلى الرائي أنها تسعى باختيارها; ثم قال: ويندرج في هذا الباب علم جر الأثقال بالآلات الخفية; قال: وهذا في الحقيقة لا ينبغي أن يعد من باب السحر، لأن لها أسبابا معلوما يقينية، من اطلع عليها قدر عليها. فذكر: أن تركيب صندوق الساعات، وعلم جر الأثقال بالآلات الخفية، لا ينبغي أن يعد من باب السحر، لأن لها أسبابا معلومة يقينية، من اطلع عليها قدر عليها، وهذا مما لا إشكال فيه، لأنه قد ذكر ابن القيم رحمه الله في "بدائع الفوائد" ما معناه: أن سحر سحرة

<<  <  ج: ص:  >  >>