من قول الله:{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ}[سورة فصلت آية: ١١] فصعدنا إليه، ولا يصلح هنا الاستيلاء.
ومن صرف كلام الله عن حقيقته وظاهره، لمجرد كلام بعض المولدين، وترك تفاسير الصحابة وأهل العلم والإيمان، فهو: إما زائغ، وإما جاهل في غاية الجهالة.
ومن زعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبين للأمة ما يراد من هذه الآيات، وما يعتقدونه في ربهم، فهو من أضل الناس وأجهلهم; بل هذا محال شرعا، وعقلا; كيف يبين كل شيء، حتى الخراءة، ويدع أصل الأصول ملتبسا لا يبينه، ولا يعلمه أمته، حتى يجيء بعض الخلف، ويبينون للأمة العقيدة الصحيحة في ربهم؟! والرسول وأصحابه قد أعرضوا عن ذلك، ولم يبينوه؟! وهذا لازم لقولكم لزوما لا محيد عنه.
ومستحيل أيضا أن يكون الرسول وأصحابه، غير عالمين بالحق في هذا الباب، وأن الخلف أعلم من السابقين الأولين، ومن التابعين، وتابعيهم من أهل القرون المفضلة، كالأئمة الأربعة، ومن ضاهاهم من أئمة الدين، وأعلام الهدى.
قالوا لنا: ومشائخ الأشاعرة، والكرامية، والمعتزلة، يعترفون أن قولهم لم يقله السلف، ولم ينقل عنهم، ولذلك يقول جهالهم: طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم