[سورة التوبة آية: ٢] أي: على الأرض، وقيل لمالك:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[سورة طه آية: ٥] كيف استوى؟ قال مالك - رحمه الله - لسائله: استواؤه معقول، وكيفيته مجهولة; وسؤالك عن هذا بدعة، وأراك رجل سوء.
قال أبو عبيدة في قوله:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[سورة طه آية: ٥] أي: علا، قال، وتقول العرب: استويت فوق الدابة، وفوق البيت; ولو ساغ ادعاء المجاز لكل مدع، ما ثبت شيء من العبادات، وجل الله أن يخاطب إلا بما تفهمه العرب، من معهود مخاطبتها، مما يصح معناه عند السامعين; وكل ما قدمت دليل واضح في إبطال قول من قال بالمجاز في الاستواء، وأن استوى بمعنى: استولى، لأن الاستيلاء في اللغة: المغالبة، وهو سبحانه لا يغالبه أحد، والاستواء معلوم في اللغة; وهو: العلو والارتفاع، والتمكن.
قال الإمام محيي السنة: أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي، الشافعي، صاحب: معالم التنْزيل، عند قوله تعالى:{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}[سورة الأعراف آية: ٥٤] : قال الكلبي، ومقاتل: استقر; وقال أبو عبيدة: صعد، قلت: لا يعجبني قوله: استقر، بل أقول كما قال الإمام مالك: الاستواء معلوم، والكيف مجهول; ثم قال البغوي: وأولت المعتزلة الاستواء، بالاستيلاء; وأما أهل السنة، فيقولون: الاستواء على العرش، صفة لله بلا كيف، يجب الإيمان به.