للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظاهرة، على صدق هذه الدعوة إلى التوحيد والإخلاص في العبادة لله والتجريد، وإنكار الشرك والتنديد، والاهتمام بإقامة حقوق الإسلام، على ما شرعه الله ورسوله، والنهي عما حرمه الله ورسوله، من الشرك والبدع، والفساد الذي وقع في آخر هذه الأمة، لكن خفي على أهل الشقاق والعناد.

فلو ساعد القدر وتم هذا الصلح، لكان الحال غير الحال، ولكن ما أراد الله تعالى واقع على كل حال; لكن جرى من عبد الله بن سعود رحمه الله تعالى، ما أوجب نقض ذلك الصلح; وهو أنه بعث عبد الله بن كثير لغامد وزهران، بخطوط مضمونها: أن يكونوا في طرفه وأمره. فبعثوا بها إلى محمد علي، فلم يرض بذلك، وقال: إنهم من جملة من وقع عليهم الصلح، فهذا سبب النقض.

فأنشا عسكرا مع إبراهيم باشا، ونزلوا الحناكية، ودار الرأي عند عبد الله بن سعود، وأهل الرأي; يقولون: اضبط ديرتك، واحتسب بالزهبة، كذلك أهل البلدان، واتركوه على هيئته، فإن سار تبين لكم الرأي، وربما أن الله يوفقكم لرأي يصير سبب كسره. وجاء حباب وغصاب، يريدان أن يخلوا بعبد الله في السفر، وملازمته في مجلسه ومأكله ومشربه، ونومه وتغطيته، فأدركاه على الخروج بالمسلمين والعربان، فوصلوا الماوية، وفيها عسكر، فضربوهم بالمدفع، ووقع هزيمة وقى الله شرها، واستشهد فيها قليل من المسلمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>