للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعدها، جسر إبراهيم باشا على القدوم، فنَزل القصيم وحربهم قدر شهرين، وأيدهم الله بالنصر لما كانوا مستقيمين صابرين، وعزم على الرجوع عنهم؛ لكن قوى عزمه فيصل الدويش قاتله الله، وطمعه وخوفه، وبعد هذا صالح أهل الرس وعبد الله بمن معه على عنيزة، ورجع إلى بلده; وأشار عليه مبارك الظاهري أنه يجيء بثلاثة آلاف من الإبل عند ابن جلهم، ويجعل عليها الأشدة، ويحمل عليها كل ما كان له، ولا يدع في الدرعية له طارفة.

ويصد مع عربان قحطان ونحوهم، وكل من كان له مروءة من بدوي أو حضري راح معه، كذلك الذي يخاف، فلو ساعد القدر لم يظفر به عدوه، وتبرأ منهم من أعانهم بالرحيل، من مطير وغيرهم؛ ولله فيما جرى حكم قد ظهر بعضها لمن تدبر وتفكر، وهذا الرأي أسلم له، والذي يريد القعود يقعد، ويكون ظهره على السعة ; ويذكر له: أنك يا عبد الله إذا صرت كذلك، صار لك في العسكر مكائد، منها قطع سابلة ما بينه وبين المدينة، وهذا الرأي سديد، ولكن لم يرد الله قبوله، لأن الأقدار غالبة، ولو قدر ذلك لكان.

فنَزل الدرعية، وأخذوا قدر ثمانية أشهر متحصنين عنه، وهو يضربهم بالقنابل والقبوس، فوقى الله شره. وأراد الله بعد ذلك أنه يزحمهم مع أماكن خالية ما فيها أحد، لأن البلاد متطاولة، وليس فيها سور ينفع والمقاتل قليل، وانتهى الأمر

<<  <  ج: ص:  >  >>