للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقول الشامل في ذلك: أنا نصف الله بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، لا نتجاوز القرآن والحديث; فمن شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، قال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [سورة الشورى آية: ١١] فسبحان من لا سمي له، ولا كفو له، وهو أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلا، وأحسن حديثا من خلقه.

ونؤمن بما ورد من أن الله تعالى ينْزل كل ليلة إلى سماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: " هل من سائل فأعطيه سؤله؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه " ١.

ونعتقد أن القرآن كلام الله، منَزّل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وأن الله تكلم به حقيقة، وسمعه جبرائيل من الباري سبحانه، ونزل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا نقول بقول الأشاعرة ولا غيرهم من أهل البدع.

ونؤمن أن الله فعال لما يريد، لا يكون شيء إلا بقضائه وقدره، ولا محيد لأحد عن القدر المقدور، ولا يتجاوز ما خط في اللوح المسطور. ونؤمن بآيات الوعيد، والأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نقول بتخليد أحد من المسلمين من أهل الكبائر في النار، كما تقول الخوارج والمعتزلة، لما ثبت


١ مسلم: صلاة المسافرين وقصرها (٧٥٨) , وأحمد (٢/٤٣٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>