وتهاونا، لقيام مانع وغير ذلك ; وما يريده قد يفعله وقد لا يفعله، وما يفعله قد يقوم فيه بشروط الإخلاص وقد لا يقوم فيه.
وما يقوم فيه بشروط الإخلاص قد يقوم فيه بكمال المتابعة وقد لا يقوم، وما يقوم فيه بالمتابعة قد يثبت عليه وقد يصرف قلبه عنه؛ هذا كله واقع سار في الخلق فمستقل ومستكثر، ليس في طباع الخلق الهداية إلى ذلك، بل متى نظر إلى طباعه حيل بينه وبين ذلك كله.
فالرب تبارك وتعالى على صراط مستقيم في قضائه وقدره، ونهيه وأمره; ونصب لعباده من أمره صراطا مستقيما، ودعاهم جميعا إليه حجة منه وعدلا، وهدى من شاء منهم إلى سلوكه نعمة منه وفضلا، ولم يخرج بهذا العدل وهذا الفضل عن صراطه المستقيم الذي هو عليه، ثم صرف عنه في الدنيا، وأقام عليه من أقامه في الدنيا.
فإذا كان يوم القيامة نصب لخلقه صراطا مستقيما يوصلهم إلى جنته، وجعل نور المؤمنين به، وبرسوله وما جاء به، الذي كان في قلوبهم في الدنيا، نورا يسعى بين أيديهم وبأيمانهم في ظلمة الحشر، وحفظ عليهم الإيمان حتى لقوه ; وأطفأ نور المنافقين أحوج ما كانوا إليه في الدنيا، وأقام أعمال العصاة بجنبتي الصراط كلاليب وحسكا تخطفهم، كما خطفتهم في الدنيا عن الاستقامة عليه، وجعل