فيجرد التوحيد لله ; ويجرد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا مضمون شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. فأي شيء فسر به الصراط المستقيم، فهو داخل في هذين الأصلين.
ونكتة ذلك: أن تحبه بقلبك، وترضيه بجهدك كله ; فلا يكون في قلبك موضع إلا معمورا بحبه، ولا يكون لك إرادة إلا متعلقة بمرضاته.
فالأول: يحصل بتحقيق شهادة أن لا إله إلا الله ; والثاني: يحصل بتحقيق شهادة أن محمدا رسول الله ; وهذا هو الهدى ودين الحق، وهو معرفة الحق والعمل به، وهو معرفة ما بعث الله به رسله والقيام به، وقل ما شئت من العبارات التي هذا أحسنها وقطب رحاها، انتهى ١.
وأما "آمين" فهي طابع الدعاء ومعناها: اللهم استجب ; وليست من الفاتحة، والله أعلم.
وقد اشتملت هذه السورة الكريمة، وهي سبع آيات، على حمد الله وتمجيده، والثناء عليه، بذكر أسمائه الحسنى المستلزمة لصفاته العلى، وعلى ذكر المعاد وهو يوم الدين، وعلى إرشاد عباده إلى سؤاله والتضرع إليه، والتبري من حولهم وقوتهم، وإلى إخلاص العبادة له، وتوحيده بالإلهية، وتنْزيهه أن يكون له شريك، أو نظير أو مماثل،
١ من بدائع الفوائد صفحة ٤٠، ٤١/ج/٢ لابن القيم رحمه الله.