ثم ذكر ما يتعلق بتوحيده من الآيات، ثم ذكر الحلال والحرام، وأطلق الأمر في المطاعم; لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث بالحنيفية وشعارها وهو البيت؛ وذكر سماحتها في الأموال المباحة، وفي الدماء بما شرعه من القصاص ومن أخذ الدية.
ثم ذكر العبادات المتعلقة بالزمان، فذكر الوصية المتعلقة بالموت، ثم الصيام المتعلق برمضان، وما يتصل به من الاعتكاف، ذكره في عبادات المكان وعبادات الزمان، فإنه يختص بالمسجد الحرام، والصلاة تشرع في جميع الأرض، والعكوف بينهما.
ثم أتبع ذلك بالنهي عن أكل الأموال بالباطل، وذلك أن المحرم نوعان: نوع لعينه كالميتة، ونوع لكسبه كالربا والمغصوب، فأتبع المنع الثابت بالمحرم الثابت تحريمه لعينه، وذكر في أثناء عبادات الزمان المنتقل الحرام. ولهذا أتبعه بقوله:{يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ}[سورة البقرة آية: ١٨٩] الآية، وهي أعلام العبادات الزمنية؛ وأخبر أنه جعلها مواقيت للناس في أمر دينهم ودنياهم; وللحج; لأن البيت تحجه الملائكة والجن، فكان هذا نصا في أن الحج موقت بالهلالي الزماني، كما أنه موقت بالبيت المكاني.
ولهذا ذكر بعد هذا من أحكام الحج ما يختص بالزمان مع المكان، من إتمام الحج والعمرة ; وذكر المحصر، وذكر تقديم الإحلال