للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصفقتين، وينقلب بأعماله وأحواله صفر اليدين.

وأنت - من فضل الله وكرمه - عوائد ربك ومننه عليك لا تحصى كم نالك من وصمة، وشدة وكربة، ورد الله لك الكرة المرة بعد المرة؟ وباء عدوك بالخزي والعار والمذلة; فلله الحمد لا نحصي ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه، فجلت عظمته، وعزت قدرته.

فاشكر مولاك الذي أنجاك، واصرف همتك لما يرضيه، واجعل أمره ونهيه، وخوفه ورجاءه، نصب عينيك؛ وأدم له التضرع والابتهال، والقيام بواجبات الشكر، تفز بخير الدنيا والآخرة، وتنال مطلوبك ومأمولك.

ونحن لما سمعنا ما أجرى الله، ضاقت بنا الأرض بما رحبت، ووددنا أن نفديك بأنفسنا، ومن تحت أيدينا، ولكن الكربة انفرجت في آن قريب، فلما سمعنا بسلامتك وعافيتك، اطمأنت نفوسنا ونفوس المسلمين، وظهر فيما بينهم الفرح والسرور.

ونرجو من الكريم المنان أن يديم لهم وجودك وسلامتك، وهدايتك لما فيه صلاح العباد والبلاد، لينتفع بك أقوام، ويضر بك آخرون؛ وإلا فالدنيا لا بد فيها من الافتراق، ولا بد لها من الزوال، والله ولي الهداية والتوفيق، وصلى الله على محمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>