للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشراب، كما قال أحد المدمنين في السكر: داوني بالتي كانت هي الداء، اهـ من المنار.

هذا وقد أثبت العلم الحديث أن النيكوتين الذي اشتمل عليه التبغ، مادة سامة، أشد فتكا من المورفين، والأستركنين، والكوكايين، لهذا لم يستطع الطب أن يستخدمه لصالح البشر كدواء، كما استخدم غيره من السموم، ولو أن العلم استخدمه في قتل الحشرات، والأوبئة التي تصيب بعض الأشجار.

وقال الدكتور "دمرداش أحمد":

ولم أر في عيوب الناس عيبا ... كنقص القادرين على التمام

لا أظن الجنس البشري منذ الخليقة، ضعف واستكان أمام عدو من أعدائه، كما فعل أمام تدوين التبغ، كما أسرته هذه العادة، وأوثقته، وأذلت كبرياءه.

استوى في ذلك صغار العمال الكادحين، الذين يقتطعون من أقواتهم وأقوات عيالهم، وكبار الأطباء والفلاسفة المنكوبين الذين ضاءت عبقرياتهم، وكشفوا هذه الآفاق البعيدة، في مختلف العلوم والفنون.

وقد كان السائد المعروف أن التدخين باعتدال قليل الضرر، أو عديمه، للشخص السليم؛ ولكن البحوث العلمية المتصلة في السنوات الأخيرة أثبتت أن الضرر الذي يحدثه التدخين لم يخطر أبدا على بال مدخن.

<<  <  ج: ص:  >  >>