للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإليك الحقائق التي أثبتتها هذه البحوث: قال الأستاذ: "ريموند بالمير" يتتبع عشرين ألف حالة، منهم مسرفون ومعتدلون وممتنعون، أنشأ لكل منهم سجلا خاصا بجامعة "جون هوبكنز" أثبت فيه كل ما يتعلق بصحتهم وأمراضهم وعوائدهم.

وبدأت أبحاثه سنة ١٩١٩ م، وانتهت سنة ١٩٤٥ م بالنتيجة الآتية: يؤثر تدخين التبغ على حياة الإنسان أثرا بالغا، فتقصر هذه الحياة قصرا بينا، يتناسب مع كمية التبغ، والممتنعون أطول أعمارا من المعتدلين، والمعتدلين أطول من المسرفين اهـ. كثير من الناس، وربما كانوا متعلمين، يبيحون التدخين، وتعاطي الحشيش، ويتعلق بالأول الأحكام الخمسة، وهذا جهل بدين الإسلام، لم يحرم شيئا إلا إذا كان فيه ضرر، أو يؤدي إلى الضرر.

مثال المؤدي إلى الضرر: النهي عن الأخلاط، والخمر القليل الذي لا يسكر، كما جاء في الحديث الذي رواه أحمد عن جابر مرفوعا: "ما أسكر كثيره فقليله حرام" ١، ودليل ذلك حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار" ٢، وكذلك الحديث: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر" ٣، ودليل ذلك من القرآن الكريم، من سورة الأعراف: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ


١ الترمذي: الأشربة (١٨٦٥) , وأبو داود: الأشربة (٣٦٨١) , وابن ماجه: الأشربة (٣٣٩٣) , وأحمد (٣/٣٤٣) .
٢ ابن ماجه: الأحكام (٢٣٤٠) .
٣ أبو داود: الأشربة (٣٦٨٦) , وأحمد (٦/٣٠٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>