ضلالة فعليه إثمها، ومثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا.
ومن ذلك: ما ثبت في صحيح مسلم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا" ١.
فيا له من خطر عظيم، ووعيد شديد، لمن حبذ الباطل ودعا إليه! وإن نصيحتي لهؤلاء، الداعين إلى الغناء والملاهي، أن يتوبوا إلى الله من معصيتهم، وأن يراجعوا الحق، ويدعوا الله، فهو خير لهم من التمادي في الباطل.
والله سبحانه يتوب على من تاب، ويحلم على من عصى، ويملى ولا يغفل. نسأل الله لنا ولهم ولسائر المسلمين الهداية، والعافية من نزغات الشيطان.
ومما تقدم من الأدلة، والآثار، وكلام أهل العلم يعلم كل من له أدنى بصيرة، أن تطهير الإذاعات مما يضر الأمم، واجب متحتم، لا يسوغ الإخلال به، سواء كانت الإذاعات شرقية أو غربية، إذا كانت مما تحت ولاية المسلمين. فكيف إذا كانت الإذاعة في مهبط الوحي، ومنبع النور، ومحل القبلة التي يوجه المسلمون إليها وجوههم أينما كانوا، في اليوم والليلة خمس مرات؟!.
١ مسلم: العلم (٢٦٧٤) , والترمذي: العلم (٢٦٧٤) , وأبو داود: السنة (٤٦٠٩) , وأحمد (٢/٣٩٧) , والدارمي: المقدمة (٥١٣) .