لا شك أنها أولى وأحق بالتطهير والصيانة من كل ما يضر المسلمين في دينهم أو دنياهم؛ ولا ريب أن تزويدها بالأغاني وآلات الملاهي، مما يضر بالمسلمين ضررا ظاهرا في دينهم ودنياهم.
فوجب أن تصان إذاعتنا من ذلك، وأن تكون إذاعة إسلامية محضة، تنشر الحق، وتدعو إليه، وتحذر من الباطل وتنفر منه، تزود الناس ما ينفعهم، ويرضي الله عنهم في الدنيا والآخرة، وتكون نبراسا يهتدي به المسلمون أينما كانوا.
فتارة تزودهم من العلوم النافعة، والتوجيهات السديدة، وتلاوة القرآن الكريم، وتفسيره بما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، ونشر محاسن الإسلام، وبيانه لهم، سليما من شوائب الشرك والبدع.
وطورا تسمعهم أحاديث طيبة، وأحاديث زراعية، وتوجيهات تجارية، وتعليمات تربوية، وإرشادات منزلية، إلى غير ذلك من أوجه النفع، وطرق الإصلاح الديني والدنيوي.
هكذا يجب أن تكون إذاعتنا، وهكذا يجب على المسؤولين أن يوجهوها، ويطهروها مما لا يليق بها، وإنهم والله مسؤولون عن ذلك يوم القيامة أمام العزيز الجبار، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.