[قول الشيخ التويجري في كتابه الشهب المرمية عن فشو المعازف واستحلالها]
وقال الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله التويجري، في كتابه "الشهب المرمية": بعد حمد الله، والثناء عليه، وذكر بعث محمد صلى الله عليه وسلم، وتزييف الشيطان وفشو المعازف، واستحلال الكثير لها.....إلخ ١.
وبلغ الشيطان منهم أمنيته وأمله، واستفزهم بصوته وخيله، وأجلب عليهم برجله وخيله، وخز في صدورهم وخزا، وأزهم إلى ضرب الأرض بالأقدام أزا.
فطورا يجعلهم كالحمير حول المدار، وتارة كالذباب ترقص وسيط الديار، فيا رحمتا للسقوف والأرض، من دك تلك الأقدام، ويا سوأتا من أشباه الحمير والأنعام.
ويا شماتة أعداء الإسلام بالذين يزعمون أنهم خواص الإسلام، قضوا حياتهم لذة وطربا، واتخذوا دينهم لهوا ولعبا، مزامير الشيطان أحب إليهم من استماع سور القرآن.
لو سمع أحدهم القرآن من أوله إلى آخره، لما حرك له ساكنا، ولا أزعج له قاطنا، ولا أثار فيه وجدا، ولا قدح فيه من لواعج الشوق إلى الله زندا.
حتى إذا تلي عليهم قرآن الشيطان، وولج مزموره سمعه، تفجرت ينابيع الوجد من قلبه على عينيه فجرت، وعلى أقدامه فرقصت، وعلى يديه فصفقت، وعلى سائر
١ أي: مما قاله أو نقله أو استدل به إلخ, كما سيأتي.