الصحابة والتابعين، بالغناء والمزامير، وفسره بعضهم بالأساطير والقصص، من أخبار ملوك الأعاجم والروم، وبعضهم فسر لهو الحديث بكل باطل يلهي، ويشغل عن الخير.
وقريب من ذلك، قول الإمام: محمد بن إسماعيل البخاري، رحمه الله، في صحيحه:"باب كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله عز وجل" واستدل بهذه الآية؛ فإن فسرت الآية بالغناء والمزامير، فهو رأس الملاهي كلها، من الغناء والمزامير لمن قصدها، ووسيلة موصلة إليها لمن لم يقصدها، بل قصد غيرها؛ والوسائل لها حكم المقاصد.
وإن فسرت بالأساطير والقصص، والأضاحيك المهزولة، فهي غاية أخباره، وكثير من محاضراته التي يتعلل المفتونون به، باتخاذه لها؛ وإن فسرت بما يجمع ذلك من كل باطل يلهي، ويشغل عن الخير، فهو فوق ذلك الوصف، يعرف ذلك من عرفه.
قال: وهكذا الراديو، إن أحب صاحبه أن يفتحه على الأخبار فعل، وإن أحب أن يفتحه على القراءة فعل، وإن أحب أن يفتحه على اللهو والطرب فعل، ومنها: أنه أعظم ما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة ولو لم يفتح على المعازف.
وقال، ومنها: أن إذاعته لا تخلو من هذه الأصوات الموسيقية المطربة، التي يؤتى بها للانتقال من فن إلى آخر لآلة النشر، كالتي يسمونها موسيقى الجيش، وغيرها من