خطأ، لا يقره الشرع الشريف، ولا العقل السليم، وتصوره كاف في قبحه.
٥٦- فرق هذا النظام بين المصابين، فجعلهم ثلاث درجات، لكل درجة حكم خاص، من حيث الدية للنفس، والمنافع، والأعضاء كما فصل ذلك في المادة الأولى، قسم ثلاثة، في فقرة (أ) و (ب) و (ج) حديث جاء التفريق فيها بين العامل بالشهر، والعامل باليومية، والعامل تحت التمرين، والعامل الفني، وغيره. إذ نوع الدية، فجعل دية عيني العامل درجة أولى (١٨.٠٠٠) ودرجة ثانية (١٢.٠٠٠) ودرجة ثالثة (٨.٠٠٠) كما جعل دية اللسان، أو الإصابة بالبكم الدائم، درجة أولى (١٢.٠٠٠) وثانية (٦.٠٠٠) وثالثة (٥٣٣٠) ، وقس على هذا باقي الأعضاء، والمنافع. وهذا التفريق غير سائغ في الشريعة الإسلامية، بل هو مضاد لها أي مضادة، ومعارض أقبح معارضة; وكيف يتجرأ من يدعي الانتساب إليها، في وضعه أو إقراره أو الرضى به، وقد علم من له أدنى معرفة بالشريعة أنه لم يحصل بين المسلمين أي تفريق من حيث الدية؟ قال تعالى:{وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ}[سورة المائدة آية: ٤٥] ، وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"المؤمنون تتكافأ دماؤهم" ١؛
وهذا النظام المفرق بين المسلمين في الديات مضاد
١ النسائي: القسامة (٤٧٤٦) , وأبو داود: الديات (٤٥٣٠) .