وبحر خضم أن تلاطم أو طما ... وأرشد حيرانا لذاك وعلما
وهد من الإشراك ما كان قد سما ... بنجد وأعلى ذروة الحق فاستما
وسباق غايات وطلاع أنجد ... فأطد للتوحيد ركنا مشيدا
وحذر عن نهج الردى كل مسلم ... فأتوى وأوهى كل كفر ومعبد
* * * *
وكل امرئ منهم لدى الحق أحجما ... عليه وعادوه عنادا ومأثما
ولا صده كيد من القوم قد طما ... وبالكفر والتجهيل والبهت قد رمى
عليه وعاداه فما نال مغنما ... فكم مقول منهم تحدى فأبكما
وكان إذا لاقى العداة عثمثما ... بوقت به الكفر ادلهم وأجهما
وفل حسام كان بالكفر لهذما ... بإشراق نور الحق لما تبسما
وجادله الأحبار فيما أتى به ... وألزم كلا عجزه فتألبوا
فلم يخش في الرحمن لومة لائم ... وكل امرئ أبدى العداوة جاهدا
فأظهره المولى على كل من بغى ... وكيف وقد أبدى نوابغ جهلهم
وألقمه بالحق والصدق صخرة ... وقد رفع المولى به رتبة الهدى
فزالت مباني الشرك بالدين وانمحت ... وحالت معاني الغي واللهو والهوى
[مكانته العلمية ومؤلفاته]
ومن عرف الرجال بالعلم، عرف حال الشيخ رحمه الله، ورسوخه ومتانة علمه ودينه، وأنه يلحق بأكابر السلف وعلمائهم، وإن تأخر عصره؛ وقد تتبع العلماء مصنفاته وفتاواه من أهل زمانه، ومن بعدهم، فأعجزهم أن يجدوا فيها ما يعاب.