للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أنا الشَّيْخُ الإِمَامُ مُفْتِي الأُمَّةِ أَبُو عَلِيٍّ يَحْيَى بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، بِفَيْرُوزَ كوة عور قِرَاءَةً عَلَيْهِ، ثنا الإِمَامُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْصُورٍ الشَّهِيدُ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا أَبُو الْغَسَّانِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ سَعْدَوَيْهِ بِالطَّابرَانِ، ثنا أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، ثني أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْقَزْوِينِيُّ كَاسولُ الصُّوفِيُّ بِآمُلَ طَبَرسْتَانَ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَتَّابُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرامِينِيُّ الْحَافِظُ بْنُ حفظَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْجَوْهَرِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحَرَّازِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْجَوَارِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ، يَقُولُ: ثني شَيْخٌ بِسَاحِلِ دِمَشْقَ يُقَالُ لَهُ: عَلْقَمَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ الأَزْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: وَفَدْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابِعَ سَبَعَةٍ مِنْ قَوْمِي فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ وَكَلَّمْنَاهُ أَعْجَبَهُ مَا رَأَى مِنْ سَمْتِنَا وَزِيِّنَا فَقَالَ: «مَا أَنْتُمْ» ؟ قُلْنَا: مُؤْمِنِينَ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ قَوْلٍ حَقِيقَةً فَمَا حَقِيقَةُ قَوْلِكُمْ وَإِيمَانِكُمْ؟» قُلْنَا: خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً، خَمْسٌ أَمَرَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نُؤْمِنَ بِهَا وَخَمْسٌ أَمَرَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نَعْمَلَ بِهَا وَخَمْسٌ تَخَلَّقْنَا بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَنَحْنُ عَلَيْهَا إِلا أَنْ تَكْرَهَ مِنْهَا شَيْئًا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا الْخَمْسُ الَّتِي أَمَرَتْكُمْ رُسُلِي أَنْ تُؤْمِنُوا بِهَا؟» قُلْنَا: أَمَرَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، قَالَ: «وَمَا الْخَمْسُ الَّتِي أَمَرَتْكُمْ رُسُلِي أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا» ؟ قُلْنَا: أَمَرَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نَقُولَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَنُقِيمَ الصَّلاةَ وَنُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَنَصُومَ رَمَضَانَ وَنَحُجَّ الْبَيْتَ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا.

قَالَ: «وَمَا الْخَمْسُ الَّتِي تَخَلَّقْتُمْ أَنْتُمْ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟» قُلْنَا: الشُّكْرُ عِنْدَ الرَّخَاءِ وَالصَّبْرُ عِنْدَ الْبَلاءِ وَالصِّدْقُ فِي مَوَاطِنِ اللِّقَاءِ وَالصَّبْرُ عِنْدَ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ وَإِكْرَامُ الضَّيْفِ.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عُلَمَاءُ حُكَمَاءُ كَادُوا مِنْ صِدْقِهِمْ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ» .

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا أُرِيدُ مِنْكُمْ خَمْسًا فَتَتِمُّ لَكُمْ عِشْرُونَ خَصْلَةً إِنْ كُنْتُمْ كَمَا تَقُولُونَ فَلا تَجْمَعُوا مَا لا تَأْكُلُونَ وَلا تَبْنُوا مَا لا تَسْكُنُونَ وَلا تَنَاقَشُوا فِي شَيْءٍ غَدًا عَنْهُ تَزُولُونَ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَعَلَيْهِ تُعْرَضُونَ وَارْغَبُوا فِيمَا عَلَيْهِ تُقْدِمُونَ»

<<  <   >  >>