٥٣٠ - حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا الفضل بن موسي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، قال: لما وعد يونس قومه أن يصيبهم العذاب قال: فانتظروه حتى جاء السحر أخذ مزودته وعصاه وخرج وخرجوا من قريتهم وأخرجوا مواشيهم ثم فرقوا بين كل ماشية وولدها، ثم صاحوا إلى الله جل ذكره وتابوا إليه وقد أقبل عليهم العذاب فكشف الله عنهم، فخرج على يونس خارج من القرية بعد أن أصبح وارتفعت الشمس فقال: ما فعل أهل القرية وراءك؟ أنزل الله جل ذكره عليهم العذاب؟ فقال: لا، فخرج عليهم مغاضبًا حتى جاء إلى الساحل فقال: يا أيها السفينة! احملوني معكم فحملوه حتى إذا لججوا استدارت بهم، فقال: أيكم أشر، قال:{فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} قال: ألقوني فإني أنا صاحبكم فألقوه، فأمر الله تبارك وتعالى الحوت أن يلتقمه ولا يكسر له عظمًا، فالتقمه وهو مليم وذهب به في بطون البحر {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} فقالت الملائكة: يا رب! صوت غريب في أرض غريبة، قال:
⦗٢١٦⦘
من دعا منكم فليجبه، قال الله:{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}.
قال إسحاق: أحسبه قال: فألقاه الحوت بالساحل وهو مليم، فأنبت الله له شجرة من يقطين، وهي هذه الدباء، فلما ارتفعت الشمس وأحرقتها تحات ورقها، فبكى يونس عليه السلام، فأوحى الله تبارك وتعالى إليه أن يا يونس! أتبكي على شجرة أنبتها في يوم وأهلكتها في يوم ولا تبكي على مائة ألف أو يزيدون أن آمنوا فمتعناهم إلى حين.