للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٦١ - حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عمرو، قال: أخبرنا أسباط، عن السدي {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} قال: قال صالح لقومه: إنه سيولد مولود في شهر كذا وكذا ويكون هلاككم على يديه، فولد فيهم تسعة منهم، فأمرهم صالح أن لا يولد في ذلك الشهر ولد إلا قتل، ففعل ذلك تسعة منهم وغيب واحد منهم ولده، فكان ذلك الولد إذا أتت عليه السنة كان كمن أتى عليه ثلاث سنين في سنه، فكان إذا مر على التسعة الذين فعلوا بأولادهم ما فعلوا قالوا: فعل الله بصالح! لو كان ترك أولادنا كانوا مثل هذا، فجعلوا يتغيظون على صالح كلما مر عليهم ذلك الغلام فقالوا: تعالوا حتى نقتل صالحًا فاقعدوا. وقال بعضهم لبعض: نظهرنانا (١) نريد سفرًا ونتغيب أيامًا، فإذا علم قومنا أنا قد غبنا جئنا ليلاً حتى نقتل صالحًا في مسجده ونقتل ولده فخرجوا حتى أتوا جرفًا من الأرض فتزلوا تحته فألقى الله عليهم ذلك الجبل فقتلهم، وجلس الغلام الباقي -وقد شب- مع أناس يشربون شرابًا لهم، فلم يقدروا على ما يمزجون منه شرابهم، وذلك اليوم يوم لبن الناقة التي تسقيهم فيه، فقال بعضهم لبعض: ما نصنع باللبن؟ وددنا أنا استرحنا من هذه الناقة، فقال ابن العاشر المولود: أنا أعقرها لكم فأخذ السيف وانطلق حتى جلس لها

⦗٢٥⦘

على طريقها فلما نظرت إليه شدت عليه وهرب منها فقال له أصحابه: اجلس لها خلف شيء فجلس واستتر وقال: إذا مرت فأعلموني. فأقبلت حتى إذا انتهت إليه نادوه فخرج عليها فقتلها، فذلك قول الله جل ذكره: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ}.


(١) هكذا في الأصل، والصواب: (نظهر أنا).

<<  <  ج: ص:  >  >>