للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٩٩ - حدثنا الحسين بن حريث، قال: حدثنا سليمان بن عبد الله، عن عمرو بن حماد بن طلحة، قال: حدثنا أبو القاسم، عن أبي بكر الهذلي،

⦗٤١⦘

قال: قال أبو حازم: إن موسى لما ورد ماء مدين وجد رعاة من الناس يسقون ووجد من دونهم جاريتين تذودان، فسألهما فقالتا: لا نسقي حتي يصدر الرعاء، قال: فسقى لهما، ثم تولى إلى الظل فقال: رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير، وذلك أنه كان خائفًا جائعًا لا يأمن، وسأل ربه ولم يسأل الناس، ولم يفطن الرعاء وفطنت الجاريتان، فلما رجعتا إلى أبيهما أخبرتاه بالقصة وبقوله، فقال أبوهما- وهو شعيب-: هذا رجل جائع، فقال لإحداهما: اذهبي فادعيه، فلما أتته عظمته وغطت وجهها وقالت: إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا، ولم يجد موسي بدًا من أن يتبعها؛ لأنه كان يترك الجبار (١) خائفًا مستوحشًا، فلما تبعها هبت الريح فجعلت تصفق ثيابها على ظهرها، وكانت ذات عجز، وكان موسى يعرض عنها مرة ويغض مرة، فلما عيل ناداها، يا أمة الله كوني خلفي، أرني السمت بقولك.

فلما دخل على شعيب فإذا هو بالعشاء مهيأ فقال شعيب: اجلس ياشاب! فتعش، فقال له موسي: أعوذ بالله! فقال له شعيب: ولم ذاك؟ أما أنت جائع؟ قال: بلى، ولكني أخاف أن يكون هذا عوضًا لما سقيت لهما، وأنا من أهل بيت لا نبيع شيئًا من ديننا بملء الأرض ذهبًا، فقال له شعيب: لا، والله يا شاب! ولكنها عادتي وعادة آبائي، نقري الضيف ونطعم الطعام، قال: فجلس موسى فأكل.


(١) كذا أثبت الباحث، ولعل الصواب: (ينزل الجبال) وفي مسند الدارمي وغيره: (بين الجبال). (ن)

<<  <  ج: ص:  >  >>