للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلام "أسألك من الخير [كلّ] (١) الخير ما علمت، فالخير ما اخترناه.

(اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبادك الصالحون) أي: من الأنبياء والأولياء، (وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبادك الصالحون، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً) أي: طاعةً، أو قناعةً، أو عافيةً، وقد يراد بالنكرة العموم، ولو في الكلام المثبت نحو قوله تعالى: ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ﴾ [التكوير: ١٤]، (وفي الآخرة حسنةً) أي: مغفرةً ورحمةً، وشفاعةً وفوزًا، ونجاةً وجنةً عاليةً، ومنزلةً غاليةً.

(وقنا عذاب النار) أي: احفظنا منها ومما يقرب إليها، وسمعت سيدنا [وسندنا] (٢)، زبدة العلماء، وعمدة الصلحاء مولانا زكريا، أنه نقل عن شيخه القطب الرباني، الشيخ أبي الحسن البكري، قدس الله سره السري: "إن في هذه الآية ثلاث مئة من الأقوال للمفسرين والعلماء المعتبرين، وأحسنها: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً﴾، أي: اتباع الأَوْلى، ﴿وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً﴾ أي: الرفيق الأعلى، ﴿وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: ٢٠١] أي: حجاب المولى".

(ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا) أي: الماضية والآتية، (وقنا عذاب النار، ربنا آتنا) وفي نسخة: "وآتنا"، وهي الموافقة لما في التنزيل، (ما


(١) كذا في (أ) و (ج)، وفي (ب) و (د): "كل".
(٢) كذا في (أ) و (ج) و (د)، وفي (ب): "ومولانا".

<<  <  ج: ص:  >  >>