للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حدثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قال: حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَدِمْتُ دِمَشْقَ زمن ابن الأشعب، وَعَبْدُ الْمَلِكِ يَوْمَئِذٍ مَشْغُولٌ بِشَأْنِهِ فَجَلَسْتُ فِي مَجْلِسٍ لَا أَعْرِفُهُمْ، فَأَقْبَلَ رَجُلٌ، فَأَوْسَعُوا لَهُ، فَإِذَا هُوَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَاهُ شَيْءٌ مِنْ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ مِنْ نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ - وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ سَمِعَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِيهِ حَدِيثًا، فَلَمْ يَحْفَظْهُ -. فَقُلْتُ: أَنَا أُحَدِّثُهُ بِالْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ.

قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي، فَأَدْخَلَنِي عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ.

قَالَ: فَسَأَلَنِي عَنْ نَسَبِي، فَانْتَسَبْتُ لَهُ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ أَبُوكَ لَنَعَّارًا فِي الْفِتَنِ، كَيْفَ حَدِيثُ ابْنِ الْمُسَيِّبِ؟ قُلْتُ: إِنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ كَانَ يُعْجِبُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، عَقْلُهُ، وَلِسَانُهُ. لَقِيَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَسَأَلَهُ: مَا صَنَعْتَ فِي مِيرَاثِكَ مِنْ أَبِيكَ؟ قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ مِيرَاثِي مِنْ أَبِي بِأُمِّي. قَالَ: فَصَعَدَ عُمَرُ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ يَطَؤُهَا فَوَلَدَتْ لَهُ، فَإِنَّهَا تُعْتَقُ مِنْ رَأْسِ الْمَالِ. فَقَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ:

<<  <   >  >>