للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَأَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ قال: سَمِعْتُ شَرِيكَ الْقَاضِي فِي مَجْلِسِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ: رَأَيْتُ سُفْيَانَ فِي أَفْضَلِ بَيْتٍ بِالْكُوفَةِ، فِي بَيْتِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ.

قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ الله بن يونس: مسعر بْنُ كِدَامٍ؟ قَالَ: قَدْ كَانَ رَجُلَ صِدْقٍ. قُلْتُ: فَتَقَدَّمَ مِسْعرٌ مَالِكَ بْنَ مِغْوَلٍ بِالْمَوْتِ؟ قَالَ: نَعَمْ.

فَسَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ مِسْعَرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.

قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ يُوُنسَ: فَسُفْيَانُ، كَانَ مُقَدَّمًا عَلَى هَؤُلَاءِ - أَعْنِي مِسْعَرًا، وَمَالِكَ بْنَ مِغْوَلٍ -؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا مِثْلُ سُفْيَانَ، سَمِعْتُ زَائِدَةَ يَقُولُ: كَانَ أَفْقَهَ أَهْلِ الدُّنْيَا. قلت: مَنْ تَعْنِي؟ قَالَ: سُفْيَانَ، كَانَ أَفْقَهَ النَّاسِ، وَأَزْهَدَ النَّاسِ، وَأَعْبَدَ النَّاسِ. قُلْتُ: فَكَانَ يَلْبَسُ الصُّوفَ؟ قَالَ: لَا، إِلَّا كِسَاءَ صُوفٍ، وَمِثْلِ ثِيَابِكَ. قُلْتُ: إِنَّ الْفِرْيَابِيَّ ذَكَرَ أَنَّ سُفْيَانَ كَانَ يَلْبَسُ الصُّوفَ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ، وَقَالَ: أَمَّا إِنَّهُ قَدْ كَانَ رَجُلًا صَالِحًا، قُلْتُ: فَرَأَيْتُهُ عِنْدَ سُفْيَانَ؟ يَعْنِي قَالَ: مَا أَشُكُّ إِلَّا أَنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ عِنْدَ سُفْيَانَ بِمَكَّةَ.

قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: قَالَ سُفْيَانُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْرَصَ عَلَى الْعِلْمِ مِنْ سُفْيَانَ - يَعْنِي الثَّوْرِيَّ - وَلَوْ يُسْأَلُ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ لَقَالُوا: سُفْيَانُ.

<<  <   >  >>