٣٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْكُوشِيذِيُّ , وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْفُرَاتِيُّ , وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ شُرْوَانَ بْنِ شِيرزاذ الدِّيلِيُّ , رَحِمَهُمُ اللَّهُ قَالُوا: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِيذَةَ , وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ , نا أَبُو نُعَيْمٍ , قَالا: نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ , نا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ , نا دَاوُدُ بْنُ مَنْصُورٍ , نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ , قَالَ سُلَيْمَانُ: وَحَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الأَهْوَازِيُّ , نا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ , نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ , نا أَبِي , قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ , يُحَدِّثُ أَنَّ خَوَّاتَ بْنَ جُبَيْرٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ: نَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , مَرَّ الظَّهْرَانِ , قَالَ: فَخَرَجْتُ مِنْ خِبَائِي , فَإِذَا أَنَا بِنِسْوَةٍ يَتَحَدَّثْنَ , فَأَعْجَبْنَنِي فَرَجَعْتُ فَاسْتَخْرَجْتُ عَيْبَتِي , فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا حُلَّةً فَلَبِسْتُهَا , فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ مَعَهُنَّ , وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , مِنْ قُبَّتِهِ , فَقَالَ: «يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , مَا يُجْلِسُكَ مَعَهُنَّ» .
فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , هِبْتُهُ وَاخْتَلَطْتُ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَمَلٌ لِي شَرَدَ , فَأَنَا أَبْتَغِي لَهُ قَيْدًا فَمَضَى وَاتَّبَعْتُهُ , فَأَلْقَى عَلَيَّ رِدَاءَهُ , وَدَخَلَ الأَرَاكَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ مَتْنِهِ فِي خُضْرَةِ الأَرَاكِ , فَقَضَى حَاجَتَهُ , وَتَوَضَّأَ , فَأَقْبَلَ وَالْمَاءُ يَسِيلُ , أَوْ قَالَ: يَقْطُرُ مِنْ لِحْيَتِهِ عَلَى صَدْرِهِ , فَقَالَ: «أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا فَعَلَ شِرَادُ جَمَلِكَ؟» .
ثُمَّ ارْتَحَلْنَا فَجَعَلَ لا يَلْحَقُنِي فِي الْمَسِيرِ , إِلا قَالَ: «السَّلامُ عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , مَا فَعَلَ شِرَادُ ذَلِكَ الْجَمَلِ؟» .
فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ تَعَجَّلْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَاجْتَنَبْتُ الْمَسْجِدَ , وَالْمُجَالَسَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ تَحَيَّنْتُ سَاعَةَ خَلْوَةِ الْمَسْجِدِ فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ فَقُمْتُ أُصَلِّي فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , مِنْ بَعْضِ حُجَرِهِ فَجَاءَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ , وَطَوَّلْتُ رَجَاءَ أَنْ يَذَهَبَ وَيَدَعَنِي , فَقَالَ: «طَوِّلْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا شِئْتَ أَنْ تُطَوِّلَ فَلَسْتُ يَعْنِي بَارِحًا حَتَّى تَنْصَرِفَ» , فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاللَّهِ لأَعْتَذِرَنَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلأُبَرِّئَنَّ صَدْرَهُ فَلَمَّا انْصَرَفْتُ قَالَ: «السَّلامُ عَلَيْكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , مَا فَعَلَ شِرَادُ ذَلِكَ الْجَمَلِ» , فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا شَرَدَ ذَلِكَ الْجَمَلُ مُنْذُ أَسْلَمَ , فَقَالَ: «رَحِمَكَ اللَّهُ» .
ثَلاثًا , ثُمَّ لَمْ يَعُدْ لِشَيْءٍ مِمَّا كَانَ.
رَوَى النَّضْرُ بْنُ طَاهِرٍ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُسْهِرٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُمَرَ , وَالدِّيلِيِّ , عَنْ خَوَّاتٍ بَعْضًا مِنْ آخِرِ الْحَدِيثِ