للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

سواه، ولكن النزاع بينهم وبين الرسل في تخصيص الله بالعبادة، وإفراده بها دون كل ما سواه جل وعلا.

ثم قال بعد ذلك في بيان صفات الرب: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ - وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ - وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ - وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} [الشعراء: ٧٨ - ٨١] (١) . هذه أفعال الرب جل وعلا: يشفي المرضى، ويميت ويحيي، ويطعم ويسقي، ويهدي من يشاء، وهو الخلاق القادر على مغفرة الذنوب وستر العيوب فلهذا استحق العبادة على عباده جل وعلا، وبطلت عبادة كل ما سواه لأنهم لا يخلقون ولا يرزقون، ولا ينفعون ولا يضرون، ولا يعلمون المغيبات، ولا يستطيعون لداعيهم أن يقدموا شيئا، نفعا أو ضرا، كما قال سبحانه: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ - إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} [فاطر: ١٣ - ١٤] (٢)


(١) سورة الشعراء، الآيات ٧٨ - ٨١.
(٢) سورة فاطر، الآيتان ١٣ - ١٤.

<<  <   >  >>