للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهناك جزاءً وحسابا، ولهذا قال بعده: {وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ - وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ} [الشعراء: ٨٥ - ٨٦] (١) دعا له بالمغفرة قبل أن يعلم حاله، فلما علم حاله تبرأ منه، كما قال في سورة العنكبوت: {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ - إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [العنكبوت: ١٦ - ١٧] (٢) فبيَن عليه الصلاة والسلام: أن العبادة حق الله، وأنه يجب أن يُتقى ويعبدَ سبحانه وتعالى، وأن الذي فعلوه إفك لا أساس له، وأن معبوداتهم لا تملك لهم رزقا أبدأ، كما أنها لا تنفعهم ولا تضرهم، فهي أيضا لا تملك لهم رزقا، بل الله جل وعلا هو الرزاق، ولهذا قال: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ} [العنكبوت: ١٧] (٣) فهو سبحانه الذي يعبَد، ويطلب الرزق منه


(١) سورة الشعراء، الآيتان ٨٥، ٨٦.
(٢) سورة العنكبوت، الآيتان ١٦، ١٧.
(٣) سورة العنكبوت، الآية ١٧.

<<  <   >  >>