وبين الله سبحانه وتعالى لهارون وموسى أنه معهما يسمع ويرى، وأنه حافظهما وناصرهما ومؤيدهما؛ فلهذا أقدما على دعوة هذا الجبار العنيد المتكبر المتغطرس الذي قال:{أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى}[النازعات: ٢٤](١) فصانهما وحماهما من شره وكيده.
ولا شك أن هذا كله من حفظ الله وعنايته برسله وأنبيائه عليهم الصلاة والسلام: رجل متكبر طاغية، ملك لعين يدعي أنه رب العالمين، ومع هذا أقدما على دعوته وبيان حق الله عليه، وأن الواجب عليه: أن ينيب إلى الله، ولكنه أبى واستكبر، ثم دعا إلى ما دعا إليه من جمع السحرة والسحر إلى غير ذلك، حتى أبطل الله كيده، وأظهر عجزه، ونصر موسى وهارون - عليهما الصلاة والسلام - عليه وعلى سحرته، ثم صارت العاقبة - لما استمر في الطغيان - أن أغرقه الله وجميع جنده في