لا، بل بدأهم بالتوحيد لأنه الأساس، فإذا صلح الأساس جاء غيره بعد ذلك.
فبدأهم بالأساس العظيم: وهو توحيد الله والإخلاص له، والإيمان به وبرسله.
فأساس الملة وأساس الدين في شريعة كل رسول: توحيد الله، والإخلاص له، فتوحيد الله والإخلاص هو دين جميع المسلمين، وهو محل دعوتهم جميعا، وزبدة رسالتهم عليهم الصلاة والسلام كما سلف، ولما قال الرسول عليه الصلاة والسلام لقومه:«قولوا: لا إله إلا الله» ، استنكروا ذلك، واستغربوه لأنه خلاف ما هم عليه وآباؤهم، فقد ساروا على الشرك، وعبادة الأوثان من دهر طويل، بعدما غير عليهم دينهم عمرو بن لحي الخزاعي الذي كان رئيسا في مكة، فيقال: إنه سافر إلى الشام، ووجد الناس يعبدون الأصنام هناك فجاء إلى مكة ودعا الناس إلى عبادة الأصنام؛ تقليدا